الأربعاء، 15 أبريل 2015

تسعة أسباب تنهاك عن مساعدة الطفل على السير

تسعة أسباب تنهاك عن مساعدة الطفل على السير

بقلم جانيت لانسبري
ترجمة تسنيم عامر
الرابط الأصلي من هنا

   أستطيع أن أتفهم استعجال الأبوين على مشى الأطفال الصغار. على كُل حال يبدو ان الكثير من الآباء يحبون ذلك كثيرا.فعندما نساعد الأطفال على المشى، سيكونون مستمتعون بهذا كثيراً -مستمتعون أيضاً باستمتاعنا بهم- أثناء حصولنا على عرض خاص لواحدٍ من أهم الأحداث الأساسية فى الحياة . أحياناً نجبر أطفالنا على المشى ظناً منا أنهم فى حاجة للمساعدة فى تنمية مهاراتهم الحركية واعتقادا أنه من واجبنا تعليمهم هذا. ونقلق كثيراً من تراجع أطفالنا إن لم نعطهم يد أو اثنين للمساعدة (حرفياً).

  
إذن لم نفسد هذه المتعة ونقترح عدم إجبار الطفل على المشى؟

 
1)
حكمة جسدية:
      "الطفل وحده هو من يعلم طريقة اصطفاف مفاصله" هذا ماذكره كارول بيتو - الأستاذ الزميل فى منظمة مصادر للتعليم بالرعاية للأطفال (آر آى إيه) - بعبارة أخرى، عندما نتكلم عن التنمية الحركية، فإن الأطفال يستطيعون تعليم أنفسهم لأنهم حقاً أكثر علماً بماهو أفضل لهم. فعندما نمسك يد أطفالنا ، لوضع وتغيير وضع جسده، نحن نعيق قدرته الطبيعية لاكتشاف التوازن و
الإحساس بالعلاقات المكانية
والحكم على مايمكنه فعله ومالا يمكنه. فالأفضل أن نثق فى أطفالنا ليسيروا متى استعدوا ، وعن طريق هذا نحن نشجعهم على وعى جسدى وعقلى أكثر.

2) الأمان والسلامة :
    
الوعى والسلامة يتواكبون سوياً، وإجبار الأطفال على المشى يجعلهم أقل وعياً  - تعطيهم إحساس خاطئ للتوازن وكذلك تقدير خاطيء لقدراتهم - والذى يعد خطراً عليهم.
فى كتاب "لا تجعلنى أقف" أصف حادثة سيئة الحظ فى بيتنا والتى تتضمن زوجى وهو لا يملك القدر الكافى من المعرفة مع طفل صديقه والذى اعتاد على نزول الدرج.
ولكن الأطفال الذين يمتلكون الحرية للحركة والتنمية على طريقتهم الخاصة، يكتسبون معرفة الذات والتى تجعلهم أكثر أماناً. ولأنه يتم حسب الحركات بدقة، فشعورهم الداخلى بالتوازن والحكم السليم يساعدهم فى مراعاة قيامهم بتحركات أقل طيشاً.
ففى دراسة أجريت عام 1971 على تطوير الحركة الطبيعية فى معهد بيلكر (كما ذكر فى كتيب منظمة مصادر للتعليم بالرعاية للأطفال) وصفت الأبحاث تحركات الطفل على أنها "منسقة بشدة، محسوبة جيداً وأكثر حذراً" ، كما لاحظوا أن "جميع الأطفال،بلا استثناء،يحصلون على المهارات الخاصة بكل مرحلة".

3 ) التعويد على التبعية :
    ساعد طفلك على السير، وستجد أنه يريد فعل ذلك مجدداً. هذا لايخلق اعتماد غير صحى فقط على التوازن الجسدى للشخص البالغ، بل أيضاً عادةً ما يصنع لعبة محببة  وسيرغب الطفل فى الاستمرار فيها على العكس منك تماماً. فالأطفال مغرمون بالتكرار بشكل غريب .وأنا شخصياً لا أحب أن أكون فى مواقف مع الأطفال يتوجب على أن أقول فيها "لا" . فالأطفال الذين لم يساعدهم أحد على المشى بمساعدتك، لن يطالبوا بهذا أبداً .

4) آلام ظهر الآباء:
هل يجب أن نقول المزيد؟

5) إعاقة اللعب المستقل:
    
تخلق عادة المشى حالة من إعتماد غير ضرورى ولا مفيد على الشخص البالغ من أجل الترفيه . فاشتراك الآباء لإعادة الحركة يصبح نوعاً من الإلهاء بينما يمكن للطفل أن يعمل على تنمية مهاراته الحركية بسعادة وبطريقته الخاصة ، أو المشاركة فى أنشطة تعليمية،إبداعية والأنشطة التى يخلقها باكتشافاته.

6) تقييد:
    
على الرغم من أننا فى أغلب الأحيان نعتقد أن ملاعبتنا للطفل بنية حسنة يساعدهم فى تعلم كيفية التحرك بحرية ، ولكن نحن فى الحقيقة نقيده (كما نفعل عندما نسنده ليجلس أو نمسك به ليقف) . يحتاج الأطفال إلى ممارسة التحرك بحرية لكى يحصل على مهارة جديدة. من الأفضل أن نشجع هذه الحرية ونثق بهم أن يصبح محركهم داخلى . فالأطفال فقط هم من يعلمون مالذى يستعدون لفعله ومايعملون عليه.

7) فقدان الحركة التنقلية:
   
 لاحظ  الباحثون فى معهد بالكر أثناء مراقبتهم لـ 722 طفل فى نموذج لدار أيتام (المكان الوحيد على حد علمى الذى يقوم بدراسات رسمية على مجمل التنمية الحركية الطبيعية) أن الأطفال حافظوا على "مستوى ثابت من الحركة العالية أثناء الدورة الكاملة لتعلم مهارات حركية جديدة وغيروا أوضاعهم فى المتوسط وعلى الأقل مرة واحدة فى الدقيقة". ويوضح هذا أن الطفل الذى يتم تقييد حرية حركته هو محروم من ساعات كثيرة من الممارسة فى أوضاع حركية قبل اتقان المهارة التنموية القادمة. *من كتيب منظمة مصادر للتعليم بالرعاية للأطفال*
 
هذه الوضعيات التنقلية الرائعة واحدة من الاختلافات المدهشة التى رأيتها على مدار سنوات بين أطفال مسموح لهم بالتنمية بدون تدخل وأولئك غير المسموح لهم.
 هناك طفل رشيق ذو سبعة أشهر فى صفى الجديد والذى يقضى معظم وقته فى الفصل مباعداً بين رجليه وهو غير جالس(مرحلة متطورة) أو حتى عندما يسرع على أرض الغرفة. اندهشت أنا ووالديه كثيراً (والذى لم يكن أى منهما راقصاً،لاعب جمباز أو حتى لاعب سيرك) فى الاسبوع الماضى ، وتسائلنا ، إلى أى مدى سيظل محافظاً على هذه الليونة المدهشة؟
  تعتبر هذه الوضعيات التنقلية هى اللبنات الأساسية لدى كل واحد منها غرض تنموى مميز وذو قيمة لطفلنا. فعندما ندفع بأطفالنا للوقوف أو الجلوس (حتى ولو بشكل بسيط) نعتقد أننا نساعدهم ولكن هذا يُفقد الطفل تجربة عملية تنموية والتى تتضمن مجموعة واسعة من وضعيات بناء القوة الطبيعية.

8) ثقة منك + إتقان = ثقة بالنفس :
   
 تعنى الثقة الأولية فى أولادنا السماح لهم بقيادة عملية نموهم. فعندما يشعر الطفل بثقتنا وأنه مسموح له النضال أمام العقبات المناسبة والتى اختارها بنفسه فإنه حين ينجح سيمتلك انجازاته المستقلة كالمشى منفردا، مما ينمي الثقة بالنفس. فبدلاً من "أستطيع فعلها الآن بدون أن يمسك أبى يداى" تكون "ياللروعة، انظر مايمكننى فعله"


9) فلنكتف بالمرحلة الحالية:
   
عندما نقع فى الحب يتسائل الجميع متى نتزوج؟ وعندما نتزوج يصبح "متى يكون لديكم طفل؟ ثم .. هل يبتسم الطفل؟هل يجلس؟يمشى؟ متى يكون لديكم طفل ثانٍ؟ " .. لماذا يكون من الصعب علينا تقدير الوقت الحالى؟
يحتاج الطفل أن يشعر بتقديرنا،حبنا واستمتاعنا بمايستطيع فعله فى الوقت الحالى. عامة، هم ليسوا فى حاجة لمساعدتنا فى الأساسيات كالجلوس، الوقوف والمشى. فتدخلنا لا يفعل سوى إرباك العملية، بل ويفسدها بعدة طرق.
فى الحقيقة هم لايحتاجون مساعدتنا بذلك القدر الذى نسرع بإعطائه. وكما كتبت ماجدا جاربر فى كتابها "عزيزى الوالد .. الاهتمام بالأطفال الرضع مع الاحترام" أنه (عندما يصبح الأطفال مستعدون لفعل شئ ، سيفعلونه . فى الحقيقة ، عندما يكونوا مستعدون سيكون عليهم أن يفعلوها)

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق