الاثنين، 2 أبريل 2018

دراسة علمية بعنوان : " كثرة الأنشطة المنظمة في حياة الطفل يمكن أن تعيق تطور مهارات التحكم السلوكي ( وظائف التحكم السلوكي)

المقال الأصلي: من هنــــا
ترجمة: شيماء رمضان




وفقا لدراسة علمية فإن الأطفال الذين يقضون أوقاتا أكثر في الأنشطة المعدة مسبقا فإنهم يجدون صعوبات في تحقيق أهدافهم واتخاذ القرارات وضبط سلوكياتهم على النقيض فإن الأطفال الذين لديهم الحرية ليقرروا ماذا سيفعلون وكيف سيفعلونه فإنهم لديهم فرص أفضل للتعلم .

فمن خلال تلك الدراسة قام علماء النفس من جامعة دنفر وجامعة كولورادو بدراسة جداول زمنية يومية لسبعين طفل في السادسة من العمر وقد وجدوا أن الأطفال الذين قضوا وقتا أطول في الانخراط في أنشطة أقل تنظيما (غير مخطط لها)  كانوا أكثر قدرة على التحكم السلوكي  الذاتي.

وقد حدد العلماء أن عمليات التحكم الذاتي ( التوجيه والانضباط الذاتي) تتطور في مرحلة الطفولة وهي تتضمن العمليات المعرفية المسئولة عن تحقيق الأهداف ، التخطيط، اتخاذ القرارات، معالجة المعلومات، الانتقال بين المهام المختلفة ، والتحكم في الأفكار والمشاعر الغير مرغوب فيها.

 كما أن تطور تلك المهام  تعد المؤشر المبكر لجاهزية الطفل للتعلم والأداء الأكاديمي و تنبئ بصحة أفضل وحياة مستقبلية أكثر جودة.

وقد كلف الباحثون الآباء بأن يسجلوا أنشطة أطفالهم اليومية الذين يبلغون السادسة من العمر وقاموا بعد ذلك بقياس الوقت المستغرق في أنشطة تم التخطيط لها مسبقا - مثل : دروس الموسيقى ، أو أنشطة خدمات المجتمع وغيرها - مقابل الوقت الذي تم قضاؤه في أنشطة حرة غير مخطط لها - وهي التي يتحمل الطفل مسئولية تحديد كيفية القيام بها والوقت المستغرق فيها والأدوات التي سيحتاجها - وجميع أنواع اللعب الحر يقع تحت هذا البند.

وقد أفاد هؤلاء الباحثون بأن الأطفال الذين يتحكمون في كيفية قضاء أوقاتهم أكثر قدرة على المثابرة لتحقيق أهدافهم وعلى سبيل المثال فالطفلة التي تقرر أنها ستقرأ كتابا من اختيارها ثم ترسم لوحة معبرة عن موضوع الكتاب ، ثم تقرر أن تعرض رسمتها على والديهما تتعلم مهارات أفضل من تلك التي قامت بنفس الخطوات السابقة ولكن مع تعليمات معطاة لها مسبقا.

وبعد مرور أسبوع من تتبع الجدول الزمني لهؤلاء الأطفال قام الباحثون بقياس مهارات الأطفال الخاصة بحصيلتهم اللغوية والطلاقة اللفظية وجدوا أن الأطفال الذين قضوا وقتا أكثر في أنشطة حرة أحرزوا درجات أعلى .

فالوقت الذي يقضى في أنشطة مخططة مسبقا من شأنه أن يعيق تطور مهارات التحكم والانضباط الذاتي والذي نجد آثاره في البالغين الذين يحتاجون دائما لمن يذكرهم بمهامهم ويقول لهم ما الذي يجب عليهم فعله وكيف يفعلونه.

تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها وهي تصف بدقة ما يعانيه الآباء والمعلمون أثناء عملهم مع الأطفال.

القدرة على التوجيه الذاتي يمكن وصفها من خلال وصف الفرق بين الطالب المعتمد على نفسه في إنجاز واجباته ومهامه وبين ذلك المعتمد على غيره وليس لديه هدف واضح ينجزه.

وقد أضافت جيسيكا لاهي " معلمة رسمية" في جريدة الأطلنطي : " عندما قمنا بتقليل وقت اللعب الحر في حضانات الولايات المتحدة الأمريكية ، بدأ أطفالنا يفقدون الكثير من الفرص في لعب الأدوار المختلفة " .

وقد أشار الباحثون أن دراستهم تلك أوضحت مجرد العلاقة وليست الأسباب الحقيقية ، وأضافوا بأن الأطفال الذين لديهم مهارات تحكم ذاتية أفضل سيميلون إلى الأنشطة الحرة الغير مخطط لها مسبقا بينما يفضل الأطفال الذين يعانون نقصا في تلك المهارات الأنشطة المحددة والمخطط لها .

وقد أشار أستاذ علم الأعصاب وعلم النفس " يوكوموتاكاتا" - ناشر ثانوي في تلك الدراسة - إلى أن نتائج تلك الدراسة ليست مثالية ولكنها تفتح الطريق لمزيد من الدراسات للحصول على بيانات ومعلومات أكثر بشأن هذا الموضوع.