الاثنين، 5 مارس 2018

مشكلة إجبار طفلك على مشاركة أشيائه

بواسطة: باتريك كولمان
ترجمة ريهام ياسين
رابط المقال الأصلي: من هنـــا
flickr / Donnie Ray Jones
منذ مدة طويلة في الثمانينيات، ظهرت مجموعة كرتونية من الدببة الظريفة التي عاشت سوياً في عالم وردي خيالي مليء بالسحاب وأقواس قزح والحلوى. و كانت هذه الدببة اللطيفة بدرجة غيرطبيعية تعيش على مبدأ متأصل بعمق في معاييرهم المجتمعية البسيطة جدا و هو "المشاركة تعني الاهتمام". و سرعان ما تبنى الكبار هذه الفكرة و بدأو يجبرون الأطفال الصغار على المشاركة باسم الاهتمام. ولكن لم يسأل أحد عما إذا كان ذلك صحيحاً. اتضح أن هذا الشعار الذي روجت له هذه الدببة كان مضللاً لعقود. والآن السؤال الهام الذي يجب طرحه أخيراً: هل يجب أن تجبر طفلك على المشاركة؟ الجواب قد يكون  مدويا "لا".


المشاركة ليست أمر طبيعي


وفقا للأبحاث الحالية، إذا كان ابنك تحت الخمس سنوات فهو من المرجح ألا يكون قادراً على فهم التعقيدات الاجتماعية حول المشاركة. على الأقل إذا فكرت في أهمية المشاركة بالنسبة له ستجد أنه فعلاً غير منطقي. وذلك لأن المشاركة تتطلب بضعة أمور مهمة لا يفهمها طفلك سواء كان صغيراً أو في مرحلة ما قبل المدرسة. كل ذلك يأتي ضمن فكرة السلوك الاجتماعي (و هي ليست كلمة فلسفية تستخدم في المناقشات العلمية المعقدة). أولا وقبل كل شيء، كي تقوم  بالمشاركة عليك أن تفهم ماذا يريد الشخص الآخر. ويعتمد هذا على تمييز الفرق بين الذات والآخر. كما أن المشاركة لا تعني التنازل فأي شيء تشاركه عليك استعادته. لكن في حقيقة الأمر معظم الأطفال ليست لديهم الخبرة الكافية لفهم هذه المبادئ حتى سن سبع سنوات.


مشكلة المشاركة بالإكراه

بناءاً على هذا البحث، فقد نشأت حركة تسمى "لا للمشاركة" ظهرت ببطء و لكنها آخذة في النمو في الولايات المتحدة. والفكرة هي أنه عندما يمتلك ابنك لعبة أو شيء يحبه ثم يأتي طفل آخر و يريد أن يلعب به فمن الرائع أن يدافع طفلك عن ملكيته لهذه اللعبة و يرفض أن يعطيها لطفل آخر.
وهذا يتعارض إلى حد كبير مع مبادئ التربية لدى الآباء. فمعظم الآباء يريدون لأبنائهم التحلي بالكرم والأخلاق فيجبرون أطفالهم بالتنازل عن ملكيتهم لأشيائهم ليشاركوها أطفالاً آخرين. يعتقد المؤيدون لفكرة عدم المشاركة بأنها أمر غريزي ليس فقط لدى الصغار و أيضاً لدى الكبار (قد تود كسر ذراع شخص ما إذا أجبرك على مشاركة الموبايل الخاص بك مثلاً).
يقترح مؤيدو عدم المشاركة أن تناقش طفلك عن المشاركة و أن يكون حر الإرادة في اختياره متى يشارك ممتلكاته و هذه الطريقة تساعد في ترسيخ قواعد الكرم لدى الأطفال بشكل أفضل. ويبدو أن بحث جامعة كورنيل الأخير يدعم هذا الأمر فيسمح للأطفال الذين يريدون أخذ أشياء غيرهم تعلم دروس في الصبر حتى لا يتحولون إلى أشخاص أنانيون يحصلون على ما يريدون عندما يريدون ذلك.


مسألة الحوار المُوجَّه


هذا لا يعني أنه عليك أن تخبر أطفالك أن يكونو أنانيين. فإذا اختار طفلك عدم المشاركة، عليك أن تشجعه ليعرف ما يشعر به الشخص الذي يريد اللعب. قد يؤدي هذا إلى اكتساب سلوك حل المشكلات مما يؤدي للتوصل إلى حل خلال النقاش.
هناك عدة طرق للقيام بذلك. أحد هذه الطرق هي أن تتراجع وتراقب الموقف لترى كيف سينتهي الشجار و تحل المشكلة. الطريقة الأخرى هي مساعدة الأطفال على الحديث  و التعبير عن مشاعرهم حول الموقف.

الوجه الآخر من السماح لابنك بقول لا للمشاركة هو تعليم الأطفال الآخرين الصبر للحصول على ما يريدون و التأقلم على خيبات الأمل التي تصاحب الانتظار. و يبدو هذا قاسٍ بعض الشيء. لكن مرة أخرى، فإنها فرصة مناسبة لمساعدة ابنك للإفصاح عن مشاعره. و في النهاية، إذا كنت تعتقد أن خيبة الأمل فيها قسوة على الأطفال، فلديهم العمر بأكمله يتعرضون فيه لخيبات أمل. فالأفضل الإعتياد على ذلك. فليس كل ما يتمناه المرء يدركه.

كيف يتعلم الأطفال بشكل أفضل من أبطال القصص الواقعية

بقلم: تانيا لومبروزو
ترجمة: نهى حجاب
المقال الأصلي: من هنــــا
 (Vstock/iStock)

منذ عدة سنوات، طلبت مني ابنتي أن استبدل تهويدة المساء بقصة ما قبل النوم.

وكم كنت سعيدة للانصياع لطلبها، و بمنتهى الحماس بدأت في ابتكارالقصص المليئة بالمخلوقات الخيالية في حبكة خاصة قصدت بها إيصال بعض الدروس المهمة عن الصبر والعمل الجاد أو التعاطف مع الآخرين.

ولكن ابنتي لم تكن سعيدة بهذا الأمر، فقد كانت لديها أفكارا خاصة عما يجب أن تدور حوله قصص ما قبل النوم . لقد أرادت قصص تتحدث عن فتاة صغيرة تخطط لحفلة عيد ميلادها. فتاة في مثل عمرها تقريبا. وكان أكثر ما سحرها هو تلك التفاصيل العادية عن موضوع الحفلة، مكانها، المدعوين والسؤال الأكثر أهمية ماهي أصناف الحلو التي يجب تحضيرها؟

فيما بعد تبين أن ابنتي ليست الوحيدة بين أقرانها، فذلك الشغف لقصص حفلات أعياد الميلاد، بوجه خاص، ربما يكون متفرداً، لكن الأطفال بشكل عام يفضلون القصص الواقعي على الخيالي. وهناك بعض الدراسات ترجح إنه عندما يتعلق الأمر بكتب الحكايات، فإن الأطفال أيضاً يتعلمون بشكل أفضل من القصص الواقعية. على سبيل المثال، فالأفضل في سن الروضة أميل لتعلم حقائق جديدة عن الحيوانات عندما تصور بشكل واقعي مقارنة بتصويرها بشكل شبيه بالبشر. كما تزداد قدرتهم على استخدام الحلول للمشكلات المطروحة في إحدى القصص، في سياق جديد كلما كان أبطال القصة أشخاص عاديين في أحداث واقعية وذلك بالمقارنة بالشخصيات الخيالية في إطار مغامرة خيالية.


في دراسة جديدة لنيكول لارسن، كانج لي، وباتريشيا جنيا  في مجلة التطور العلمي تكشف أن تعلم السلوك الجيد ليس استثناء، عندما يقرأ الأطفال قصص واقعية عن أشخاص يتشاركون مع الآخرين فإنهم في الأغلب سوف يفعلون ذلك أنفسهم.

تذكر الدراسة أن الأطفال في سن اربع إلى ست سنوات يصبحون أكثر رغبة في مشاركة بعض ملصقاتهم عند سماع قصة أبطالها أطفال أو  أشخاص عاديون  يتشاركون مع غيرهم مقارنة بالأطفال الذين يستمعون إلى قصة أبطالها من الحيوانات الناطقة . أي أن الأطفال قاموا بتطبيق ما تعلموه من القصة على سلوكهم الخاص وذلك فقط عندما كان ابطال القصة من البشر.

كما وجد الباحثون في دراسة على مجموعة أخرى من الأطفال، عدم وجود تفضيل موثوق لاختيار القصص صاحبة الابطال البشريين في مقابل القصص التي أبطالها من الحيوانات الناطقة . ما يدحض فكرة وجود تأثير أقوى للقصص التي أبطالها من البشر في الترويج لمبدأ المشاركة لأنها ببساطة أكثر جاذبية. كذلك عدم إنجذاب الأطفال بشكل خاص للقصص الأكثر خيالية.

كل هذه المعطيات من الدراسة تؤكد أن الأطفال يجدون سهولة أكبر في نقل ما تعلموه من قصة خيالية إلى العالم الحقيقي عندما تكون القصة أكثر واقعية ، حيث أن اسقاط القيم والمواقف أو الانتقال من شخص خيالي إلى شخص حقيقي هو بكل تأكيد أكثر سهولة وأبسط من إسقاط موقف أو قيمة والانتقال من حيوان ناطق إلى شخص عادي. قد يصبح هذا الأمر أسهل مع تقدم الأطفال في السن حيث يصيرون أكثر قدرة على تلك الإسقاطات والقفزات وربما ساعدهم ذويهم في ذلك.
وجدت ورقة بحثية نشرت مؤخراً في مجلة Journal Cognition

أن حث الأطفال ذوي الخمس أو الست أعوام على شرح الأحداث المحورية في القصة جعلهم أكثر قدرة على استخلاص العبرة الأخلاقية للحكاية وتطبيقها في مشاكل الواقع الحقيقي. وهذا أمر يمكن للوالدين أن يفعلوه بسهولة بينما يقرأون مع أبنائهم، حيث يمكنهم سؤالهم على سبيل المثال : "لماذا تشارك أو لم يتشارك الراكون في القصة؟" أو "لماذا كان رد فعل الحيوانات الأخرى بهذا الشكل؟" وهكذا. إذا صحت نظريتي أنا وكارين ووكر Caren Walkerعالمة النفس التطويري
في تلك الورقة البحثية، فسوف يساعد ذلك الأطفال على الربط بين معطيات العالم الخيالي للقصة وما يعرفونه عن العالم الحقيقي وبالتالي يصبحون أكثر ادراكاً للأنماط التي تتشابه وتتكرر في كلا من العالمين، الخيالي للقصة والواقعي من حولهم.

إن الدرس الذي تعلمته من بحثي في قصص الأطفال هو : في المرة القادمة التي تطلب مني ابنتي أن احكي لها قصة واقعية عن حفلة عيد ميلاد، فسوف أسعدها بذلك. وستكون الحكاية عن فتاة تحتفل بعيد ميلادها السابع. وستحتوي الحكاية أيضا على بعض المشاكل والحلول الواقعية وسأحرص على وجود بعض الدروس عن أهمية المشاركة مع بعض التشجيع على الشرح مقياس جيد لفهم القصة.

سبع عبارات يستخدمها معلمو منتسوري، فما هى ؟ والسبب؟ 


كتبته: كريستينا كليمر
ترجمة: تسنيم عامر
المقال الأصلي: من هنـــا



 

   يصعب علينا تلخيص منهج منتسوري فى كلمات قليلة ولكن يمكننا القول بأنه فلسفة تعليمية تعمل على تطورات الطفل بشكل عميق، كما أنه نافذة للعالم بالنسبة للطفل. وإنى أرى أن من أسهل الطرق التى يمكننا من خلالها معرفة ما تعنيه فلسفة منتسورى هو الاستماع إلى اللغة التى يستخدمها معلمو هذه الفلسفة، فالمعلمون يستخدمون لغة تحترم الأطفال ، فتُنتقى الكلمات بحرص لتشجيع الأطفال على الاستقلال، وليكونوا مفكرين ناقدين بشكل جوهرى.


وإليك عبارات سبع كثيرًا ما نسمعها فى صف منتسوري الدراسى، وكيفية تطبيقها فى الحياة اليومية ؟



الأولى: "رأيتك تعمل بجِدّ":

التركيز على طريقة العمل أكثر من المنتج نفسه هو مبدأ أساسى فى منتسورى، فنحن لا نقول للطفل "عملٌ جيد" أو "عملك رائع" ولكننا نُعلّق فى المُقابل على مدى تركيزه لمدة طويلة أو كيف كتب بحِرص وأن ماكتبه يمكن قراءته بسهولة.
"أن تمدح طفلك لأنه عمِل بجِدّ خير له من أن تمدح نتائج عمله، فهذا يساعد على نمو عقليته حيث يؤمن أن بإمكانه تحقيق المزيد بمزيد من الجهد." 
 
على سبيل المثال لا تقل لطفلك "أنت ولد رائع" ولكن يمكنك أن تقول له بدلا من ذلك " لقد رأيتك بالأمس وأنت تشارك لعبتك مع أخيك، لقد كنت لطيفًا" فهذا يبين له أنك رأيت تصرفه الجيد دون الحكم عليه. يمكنك أن تخبره أنك لاحظت أنه استمر فى العمل على لوحته الجديدة حتى وصل إلى الشكل الذى أراده بدلًا من قولك له "أنت فنان ممتاز".



الثانية: "مارأيك فيما قمت به؟"

 
  تهدف فلسفة منتسوري إلى أن يُعلم الطفل نفسه بنفسِه ، و أن يكون المعلم مرشدًا له يعطيه الدروس ويساعده فقط، وعلى الطفل أن يكتشف الأشياء بذاته داخل بيئة أدواتها مجهزة بحِرص..
"تحليل الذات هو جزء كبير من الاكتشاف"
عندما تسألك طفلتك "هل أعجبتك لَوحتى؟"
حاول أن تسألها بعض الأسئلة عنها بدلًا من أن تخبرها بإعجابِك بها، اسألها عن رأيها فيها، ولماذا استخدمت هذه الألوان وما الجزء الذى أحبته أكثر فى اللوحة.
 ساعدها أن تبدأ فى تقييم عملها بنفسها بدلًا من الاعتماد على موافقتك عليه.



الثالثة: "أين يمكننا البحث عن هذا؟"

الاستقلالية مفتاح مهم جدًا فى فصل منتسورى أو حتى فى المنزل. فهدف معلم منتسورى هو مساعدة الأطفال أن يقوموا بعمل الأشياء بأنفسهم. لذا، فعندما يكون من السهل علينا أن نجيب على سؤال الطفل عن مكان شئ أو كيف يفعل شيئًا آخر، نحن نجيب على سؤاله بسؤال آخر كأن نسأله "أين يمكنك البحث عن هذا برأيك؟" أو " مَن من أصدقائك يمكنك الاستعانة به فى هذا الأمر؟"

"فمثلًا إذا فقد طفلك إحدى زوج حذائه وأنت رأيت جزء منه يظهر من تحت السرير، لا تعطيه إياه  فورًا واسأله أسئلة تقوده إلى ضالته بدلًا عن ذلك." 
"أين كنت عندما خلعت حذاءك؟"، "هل بحثت فى غرفتك؟"، قد يأخذ هذا وقتًا قليلًا ولكن سيكون مجديًا عندما يبدأ طفلك بالمبادرة أكثر وتقل مرات مجيئه إليك.



الرابعة: " أىّ جزء تودّ أن أساعدك فيه؟"

الأطفال فى صفوف منتسوري مسئولون عن أشياء عديدة منها الاهتمام بالبيئة المحيطة بهم، فهم بطبيعتهم فخورين بمسئولياتهم وقضاء الوقت فى تنظيم الزهور لوضعها على الطاولات، و أن يسقوا الحديقة ويغسلوا النوافذ والطاولات. 
 
فى بعض الأحيان تكون الوظيفة كبيرة على الطفل، ونحن لا نريد أن ننجز الأمر و"ننقذ الموقف" حتى لا نكون أرسلنا رسالة للطفل أنه غير قادر على فعل هذا الشئ ، وبنفس الوقت لا نستطيع أن نترك الطفل مرتبكًا بهذه الوظيفة، والحل هنا هو أن نسأل الطفل كيف يمكننا مساعدته. 
  
على سبيل المثال: إذا كان طفلك مُتعبًا و يريد ترتيب مكعباته، فترتيبها جميعًا قد يكون مرهقًا له، وليس صحيحًا أن نساعده فى كل شئ أو لا شئ على الإطلاق. لذا؛ جرب أن تقول له "أي لون تريد مني أن أضعه جانبًا؟" أو " سأضع أنا اللون الأصفر جانبًا وأنت عليك اللون الأزرق" لتريه أنكما تقومان بالوظيفة سويًا. 



الخامسة: "فى الصف \ المنزل، نحن ..."

تُستخدم هذه الجملة لنذكّر الطفل بقواعدنا فى الصف أو بالسلوك المطلوب منه. فإعطاء الطفل  نصائح بهدف التذكرة حول قوام المجتمع السليم في صورة جمل موضوعية بدلًا من أوامر ونواهي أدعى إلي تحفيز استجابة الطفل وتعاونه. "فى صفّنا، نحن نجلس أثناء الأكل" تأتى بنتيجة أفضل من أن نقول له "اجلس".
 
"الأطفال يحبون أن يكونوا جُزءًا من المجتمع مثلنا جميعًا، ويجب علينا نحن أن نذكرهم بكيفية قوام المجتمع" 
لو كان عندك قاعدة عن المشي فى البيت، فلا تقُل للطفل "لا تركض" ولكن حاول أن تقول له " نحن نمشى فى المنزل" وشاهد كيف يقل الجدال بينكم.



السادسة: "لا تقاطِعه، إنه يركز الآن"

الحفاظ على تركيز الطفل هو جزء أساسى من فلسفة منتسورى. عادة ما يأخذ الأطفال فى صفوف منتسورى وقتًا كبيرًا يصل إلى ثلاث ساعات تقريبًا من العمل المستمر. هذا يسمح للطفل بالحفاظ على تركيزه العميق بدون مقاطعته بسبب ضيق الوقت أوأن عليه أن يدرس شيًا آخر طبقًا للجدول اليومى. 
 
"قد يكون من المغرى أن تمدح طفلًا إذا رأيته يعمل بشكل رائع، ولكن فى بعض الأحيان يكون التواصل البصرى أمرًا كافيًا لكسر تركيزه."
 
  عندما تمشي بجوار طفلك أثناء تركيزه فى رسم لوحة أو بناء برج، حاول فقط أن تمر بهدوء بدلًا أن تخبره كم رائع عمله. يمكنك أن تحتفظ بتعليقك وتخبره لاحقًا أنك لاحظت كم كان يركز بشدة أثناء عمله.



السابعة: "اِتبع الطفل"

 
  هذه الجملة الأخيرة مهمة جدًا، دائمًا ما يذكّر المدرسون بها بعضهم البعض ويخبروا بها الآباء _وليس للطفل. نحن دائمًا ما نذكر أنفسنا بأن "نتبع الطفل"  وأن نثق بأن كل طفل يتبع الجدول الزمنى لتطوراته الداخلية، لذا فكل شئ يفعله له سبب يحركه. 
 وهذا الأمر يحثنا أن نبحث عن سبب كل تصرف للطفل، كما يُذكرنا أن ليس كل طفل يمشي على السنة الأولى ولا يقرأ جميعهم على سن الرابعة_ فهم لم يقرأوا كتبًا وليس من المنطق أن يقل اهتمامهم بالمراحل التى يتوجب عليهم أن يصلوا إليها. 
 
"تتبع الطفل يعنى أن نتذكر أن كل طفل هو طفل فريد وله احتياجات، ومشاعر، ومواهب فردية خاصة به ويجب أن يتم تعليمه وتوجيهه طبقًا لها."
إذا لم تستطع أن تُحبب طفلك فى القراءة حاول أن تراقبه وتكتشف مايحبه، فمثلًا إن كان يحب أن يكون مُضحِكًا؛ فمن المحتمل أن يكون كتاب عن النكات هو مايثير انتباهه، وليست تلك الكتب التقليدية التى تفكر بها. تذكّر أن "تتبع طفلك" فهذا يساعدك بأن ترى طفلك بطريقة مختلفة وأن تعمل معه وليس ضده. 

 واحدة من أعظم الأشياء فى منتسوري أنها ليست مجرد طريقة تعلم، بل هى طريقة لمشاهدة الطفل وأن نكون معه. حتى وإن لم يذهب طفلك لمدرسة منتسوري، يمكنك أن تجلب أفكار منتسورى وتنفذها فى البيت بسهولة وتشاهد تطور تركيز واستقلالية صغيرك.