بواسطة: باتريك كولمان
ترجمة ريهام ياسين
رابط المقال الأصلي: من هنـــا
منذ مدة طويلة في الثمانينيات، ظهرت مجموعة كرتونية من الدببة الظريفة التي عاشت سوياً في عالم وردي خيالي مليء بالسحاب وأقواس قزح والحلوى. و كانت هذه الدببة اللطيفة بدرجة غيرطبيعية تعيش على مبدأ متأصل بعمق في معاييرهم المجتمعية البسيطة جدا و هو "المشاركة تعني الاهتمام". و سرعان ما تبنى الكبار هذه الفكرة و بدأو يجبرون الأطفال الصغار على المشاركة باسم الاهتمام. ولكن لم يسأل أحد عما إذا كان ذلك صحيحاً. اتضح أن هذا الشعار الذي روجت له هذه الدببة كان مضللاً لعقود. والآن السؤال الهام الذي يجب طرحه أخيراً: هل يجب أن تجبر طفلك على المشاركة؟ الجواب قد يكون مدويا "لا".
وفقا للأبحاث الحالية، إذا كان ابنك تحت الخمس سنوات فهو من المرجح ألا يكون قادراً على فهم التعقيدات الاجتماعية حول المشاركة. على الأقل إذا فكرت في أهمية المشاركة بالنسبة له ستجد أنه فعلاً غير منطقي. وذلك لأن المشاركة تتطلب بضعة أمور مهمة لا يفهمها طفلك سواء كان صغيراً أو في مرحلة ما قبل المدرسة. كل ذلك يأتي ضمن فكرة السلوك الاجتماعي (و هي ليست كلمة فلسفية تستخدم في المناقشات العلمية المعقدة). أولا وقبل كل شيء، كي تقوم بالمشاركة عليك أن تفهم ماذا يريد الشخص الآخر. ويعتمد هذا على تمييز الفرق بين الذات والآخر. كما أن المشاركة لا تعني التنازل فأي شيء تشاركه عليك استعادته. لكن في حقيقة الأمر معظم الأطفال ليست لديهم الخبرة الكافية لفهم هذه المبادئ حتى سن سبع سنوات.
وهذا يتعارض إلى حد كبير مع مبادئ التربية لدى الآباء. فمعظم الآباء يريدون لأبنائهم التحلي بالكرم والأخلاق فيجبرون أطفالهم بالتنازل عن ملكيتهم لأشيائهم ليشاركوها أطفالاً آخرين. يعتقد المؤيدون لفكرة عدم المشاركة بأنها أمر غريزي ليس فقط لدى الصغار و أيضاً لدى الكبار (قد تود كسر ذراع شخص ما إذا أجبرك على مشاركة الموبايل الخاص بك مثلاً).
يقترح مؤيدو عدم المشاركة أن تناقش طفلك عن المشاركة و أن يكون حر الإرادة في اختياره متى يشارك ممتلكاته و هذه الطريقة تساعد في ترسيخ قواعد الكرم لدى الأطفال بشكل أفضل. ويبدو أن بحث جامعة كورنيل الأخير يدعم هذا الأمر فيسمح للأطفال الذين يريدون أخذ أشياء غيرهم تعلم دروس في الصبر حتى لا يتحولون إلى أشخاص أنانيون يحصلون على ما يريدون عندما يريدون ذلك.
هذا لا يعني أنه عليك أن تخبر أطفالك أن يكونو أنانيين. فإذا اختار طفلك عدم المشاركة، عليك أن تشجعه ليعرف ما يشعر به الشخص الذي يريد اللعب. قد يؤدي هذا إلى اكتساب سلوك حل المشكلات مما يؤدي للتوصل إلى حل خلال النقاش.
هناك عدة طرق للقيام بذلك. أحد هذه الطرق هي أن تتراجع وتراقب الموقف لترى كيف سينتهي الشجار و تحل المشكلة. الطريقة الأخرى هي مساعدة الأطفال على الحديث و التعبير عن مشاعرهم حول الموقف.
الوجه الآخر من السماح لابنك بقول لا للمشاركة هو تعليم الأطفال الآخرين الصبر للحصول على ما يريدون و التأقلم على خيبات الأمل التي تصاحب الانتظار. و يبدو هذا قاسٍ بعض الشيء. لكن مرة أخرى، فإنها فرصة مناسبة لمساعدة ابنك للإفصاح عن مشاعره. و في النهاية، إذا كنت تعتقد أن خيبة الأمل فيها قسوة على الأطفال، فلديهم العمر بأكمله يتعرضون فيه لخيبات أمل. فالأفضل الإعتياد على ذلك. فليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
flickr / Donnie Ray Jones |
المشاركة ليست أمر طبيعي
وفقا للأبحاث الحالية، إذا كان ابنك تحت الخمس سنوات فهو من المرجح ألا يكون قادراً على فهم التعقيدات الاجتماعية حول المشاركة. على الأقل إذا فكرت في أهمية المشاركة بالنسبة له ستجد أنه فعلاً غير منطقي. وذلك لأن المشاركة تتطلب بضعة أمور مهمة لا يفهمها طفلك سواء كان صغيراً أو في مرحلة ما قبل المدرسة. كل ذلك يأتي ضمن فكرة السلوك الاجتماعي (و هي ليست كلمة فلسفية تستخدم في المناقشات العلمية المعقدة). أولا وقبل كل شيء، كي تقوم بالمشاركة عليك أن تفهم ماذا يريد الشخص الآخر. ويعتمد هذا على تمييز الفرق بين الذات والآخر. كما أن المشاركة لا تعني التنازل فأي شيء تشاركه عليك استعادته. لكن في حقيقة الأمر معظم الأطفال ليست لديهم الخبرة الكافية لفهم هذه المبادئ حتى سن سبع سنوات.
مشكلة المشاركة بالإكراه
بناءاً على هذا البحث، فقد نشأت حركة تسمى "لا للمشاركة" ظهرت ببطء و لكنها آخذة في النمو في الولايات المتحدة. والفكرة هي أنه عندما يمتلك ابنك لعبة أو شيء يحبه ثم يأتي طفل آخر و يريد أن يلعب به فمن الرائع أن يدافع طفلك عن ملكيته لهذه اللعبة و يرفض أن يعطيها لطفل آخر.وهذا يتعارض إلى حد كبير مع مبادئ التربية لدى الآباء. فمعظم الآباء يريدون لأبنائهم التحلي بالكرم والأخلاق فيجبرون أطفالهم بالتنازل عن ملكيتهم لأشيائهم ليشاركوها أطفالاً آخرين. يعتقد المؤيدون لفكرة عدم المشاركة بأنها أمر غريزي ليس فقط لدى الصغار و أيضاً لدى الكبار (قد تود كسر ذراع شخص ما إذا أجبرك على مشاركة الموبايل الخاص بك مثلاً).
يقترح مؤيدو عدم المشاركة أن تناقش طفلك عن المشاركة و أن يكون حر الإرادة في اختياره متى يشارك ممتلكاته و هذه الطريقة تساعد في ترسيخ قواعد الكرم لدى الأطفال بشكل أفضل. ويبدو أن بحث جامعة كورنيل الأخير يدعم هذا الأمر فيسمح للأطفال الذين يريدون أخذ أشياء غيرهم تعلم دروس في الصبر حتى لا يتحولون إلى أشخاص أنانيون يحصلون على ما يريدون عندما يريدون ذلك.
مسألة الحوار المُوجَّه
هذا لا يعني أنه عليك أن تخبر أطفالك أن يكونو أنانيين. فإذا اختار طفلك عدم المشاركة، عليك أن تشجعه ليعرف ما يشعر به الشخص الذي يريد اللعب. قد يؤدي هذا إلى اكتساب سلوك حل المشكلات مما يؤدي للتوصل إلى حل خلال النقاش.
هناك عدة طرق للقيام بذلك. أحد هذه الطرق هي أن تتراجع وتراقب الموقف لترى كيف سينتهي الشجار و تحل المشكلة. الطريقة الأخرى هي مساعدة الأطفال على الحديث و التعبير عن مشاعرهم حول الموقف.
الوجه الآخر من السماح لابنك بقول لا للمشاركة هو تعليم الأطفال الآخرين الصبر للحصول على ما يريدون و التأقلم على خيبات الأمل التي تصاحب الانتظار. و يبدو هذا قاسٍ بعض الشيء. لكن مرة أخرى، فإنها فرصة مناسبة لمساعدة ابنك للإفصاح عن مشاعره. و في النهاية، إذا كنت تعتقد أن خيبة الأمل فيها قسوة على الأطفال، فلديهم العمر بأكمله يتعرضون فيه لخيبات أمل. فالأفضل الإعتياد على ذلك. فليس كل ما يتمناه المرء يدركه.