بقلم : تشارلز أينشتين
ترجمة : حسام شحاتة
رابط المقال الأصلي من هنا
أول هذه الطرق و أكثرها فعالية هى إبقائه داخل المنزل , فالمنزل عالم محدود و منظم
بالنسبة للطفل , ليس فيه جديد يعمل على
إثارة دهشته و مفاجأته ، و ذلك بعكس
الطبيعة خارجه المليئة بالخبرات و المحفزات
المختلفة التى لا تنضب , كما أنها غنية
بالمواقف غير المدبرة
الفوضوية ,و التى تعد أمرًا شائقا
بالنسبة له.
الأمر الثانى الذى عليك فعله هو أن توفر له ألعاب الفيديو و تسمح له بمشاهدة التلفاز وقتما يشاء , فمثل هذه الوسائل تجعل من التعامل
مع المثيرات و المحفزات المكثفة أمرًا إعتياديأ و مألوفًا , علىالنحو الذى يجعل كل شئ أخر مملًا مقارنتًا بها.
الأمر الثانى الذى عليك فعله هو أن توفر له ألعاب الفيديو و تسمح له بمشاهدة التلفاز وقتما يشاء , فمثل هذه الوسائل تجعل من التعامل
مع المثيرات و المحفزات المكثفة أمرًا إعتياديأ و مألوفًا , علىالنحو الذى يجعل كل شئ أخر مملًا مقارنتًا بها.
ثالثاً : لا
تدعه يقضى أوقات فراغه مع أقرانه بقدر استطاعتك,
و ستجد أنه بدأ يفقد مهارات و قدرات اللعب الإبداعى لديه و عوضًا عن ذلك
سيبدأ بالحث عن وسائل التسلية الإعتيادية.
رابعاً : حاول أن تشتت انتباهه و لا تدع شيئًا يحوذ على
اهتمامه لفترة طويلة و ستساعدك برامج التلفاز ذات الإيقاع السريع والكتب غير الهادفة على تحقيق ذلك , كما أن كثرة مقاطعته أثناء
قيامه باللعب سيؤدى نفس الغرض.
خامساً : كن بجانبه و حوله كلما استطعت لتقتل فيه إحساس الثقة فى النفس, و تجعله لا يستطع الاستغناء عن الحافز الخارجى
.
سادساً : اجعله يتنقل بسرعة من نشاطٍ الى آخر ليتبدل شعوره الفطرى حيال الوقت من الراحة و الأريحية إلى القلق و
التوتر الذى نشعر به نحن البالغون.
مثل تلك الأفعال التى نقوم بها مع أبناءنا دون قصد تعمل على تجريد الأطفال من أحد أهم أنواع الإكتفاء الذاتى و هو الإكتفاء الذاتى من اللعب و هى نتاج الثقافة السائدة فى المجتمع و التى تركن إلى السلامة و الخطط المسبقة التى تسير وفق جداول زمنية, و الإعتياد على تلقى الترفيه و التسلية.
و على الرغم من أنه قديما لم تتوفر مثل تلك الألعاب المعقدة الموجودة فى وقتنا الحالى إلا إن الأطفال قلما شعروا بالملل آنذاك قبل ظهور التلفاز, فكانوا يستمتعون بألعابهم البسيطة المصنوعة من المطاط و العرائس بسيطة الصنع التى يحركونها بأنفسهم , كما كانو يستمتعون بركوب الدراجات و اللعب بالكرة.
فالملل فى حقيقة الأمر كلمة مستحدثة لم تظهر فى المطبوعات إلا فى منتصف القرن التاسع عشر, و هو من نواتج حالة الإغتراب التى يعيشها الانسان بعيدًأ عن فطرته, فلن نجد شخصًا يعش حياته بعيدًا عن مسببات الملل التى ذكرناها سلفًأ و أن يكون أقرب إلى الطبيعة و يتملكه الشعور بالملل.
مثل تلك الأفعال التى نقوم بها مع أبناءنا دون قصد تعمل على تجريد الأطفال من أحد أهم أنواع الإكتفاء الذاتى و هو الإكتفاء الذاتى من اللعب و هى نتاج الثقافة السائدة فى المجتمع و التى تركن إلى السلامة و الخطط المسبقة التى تسير وفق جداول زمنية, و الإعتياد على تلقى الترفيه و التسلية.
و على الرغم من أنه قديما لم تتوفر مثل تلك الألعاب المعقدة الموجودة فى وقتنا الحالى إلا إن الأطفال قلما شعروا بالملل آنذاك قبل ظهور التلفاز, فكانوا يستمتعون بألعابهم البسيطة المصنوعة من المطاط و العرائس بسيطة الصنع التى يحركونها بأنفسهم , كما كانو يستمتعون بركوب الدراجات و اللعب بالكرة.
فالملل فى حقيقة الأمر كلمة مستحدثة لم تظهر فى المطبوعات إلا فى منتصف القرن التاسع عشر, و هو من نواتج حالة الإغتراب التى يعيشها الانسان بعيدًأ عن فطرته, فلن نجد شخصًا يعش حياته بعيدًا عن مسببات الملل التى ذكرناها سلفًأ و أن يكون أقرب إلى الطبيعة و يتملكه الشعور بالملل.
إلا إنه رغمًأ عن ذلك
فالملل يعد حليفًأ جيدًا للإقتصاد ,حيث يحفز كافة الأنماط الإستهلاكية لدى الأفراد كما أنه يجعلهم فى حالة من البحث
الدائم عن الاستمتاع و التسلية.فما كنا نحصل عليه
دون مقابل فيما مضى أصبح الآن سلعة
تباع و تشترى , فما يترتب على شعور الناس بالملل يعد من المبادئ العامة التى يقوم
عليها الاقتصاد.
فلكى ينمو الإقتصاد كان عليه أن يحول كل ما كان يتمتع به الانسان و يحصل عليه مجانًا إلى سلع و خدمات , حتى و إن ترتب على ذلك خللًا فى الطبيعة و تجريفًا للمجتمع. فلا مانع من تلويث المياه ثم بيع المياه الصالحة للشرب النظيفة مقابل المال , و جعل الناس تفقد الثقة فى الطب الشعبى حتى يدفعوا أموالهم مقابل حصولهم على الرعاية الصحية, و تدمير التراث الثقافى الذى يضفى على الناس هويتهم المميزة , فيستعيض عنه المستهلك بالمنتجات ذات العلامات التجارية الشهيرة.. و الأمثلة لا حصر لها.
فلكى ينمو الإقتصاد كان عليه أن يحول كل ما كان يتمتع به الانسان و يحصل عليه مجانًا إلى سلع و خدمات , حتى و إن ترتب على ذلك خللًا فى الطبيعة و تجريفًا للمجتمع. فلا مانع من تلويث المياه ثم بيع المياه الصالحة للشرب النظيفة مقابل المال , و جعل الناس تفقد الثقة فى الطب الشعبى حتى يدفعوا أموالهم مقابل حصولهم على الرعاية الصحية, و تدمير التراث الثقافى الذى يضفى على الناس هويتهم المميزة , فيستعيض عنه المستهلك بالمنتجات ذات العلامات التجارية الشهيرة.. و الأمثلة لا حصر لها.
و الملل يعد من أعراض مثل هذا التجريف للثروة
الروحية التى كانت فى السابق ملك لنا
جميعا , فكان الناس قادرين على الاستمتاع دون بذل جهد يذكر و كانوا قادرين على خلق
متعتهم بأنفسهم , و لم يكونوا يشعرون بالقلق حيال الوقت بل يشعرون إنهم يملكونه و
هو ما أسميه برأس المال الروحى .
بينما أقوم بالكتابة الآن ، يجلس طفلى -البالغ ستة
أعوام- على مقربةٍ منى منهمكاً فى خيط ملون يقوم بلفه حول بكرة قديمةٍ.
وهكذا إذا جلس الطفل بلا شاشةٍ أمامه فإن عقله هو الذى
يقوم بتكوين الصور الخاصة به ، و هذا من جملة رأس المال الروحى كما أحب أن أسميه,
و قبلها كان طفلى يتوسل إلى -لكى يشاهد أحد الأفلام - فى تملق و نحيب يشبه المدمن الذى يريد جرعة
المخدر . أنا لا أحاول أن أعزل طفلى عن المجتمع , فعلى الرغم من أننا لا نملك
تلفازًا إلا إنه لدينا بعض أشرطة الفيديو
, كما إن طفلى ما زال يحصل على مثل تلك الأنواع من التسلية فى أماكن اخرى.
إلا إن طفلى نادرًا ما يجد أطفالًا ليلعب معهم فى الجوار , فآبائهم لن يسمحوا لهم, على الأقل ليس فى هذا الجوار, فهم يشعرون بالخوف و القلق على أبنائهم من كل شئ , من الطبيعة المحيطة بهم و مما قد يصيبهم من الآخرين, و يشعرون بالإرتياب و الحذر تجاه لعب الأطفال مع بعضهم البعض , كما أنهم لا يستطيعون أن يتخيلوا أطفالهم يلعبون فى الخارج دون رقيب.
إلا إن طفلى نادرًا ما يجد أطفالًا ليلعب معهم فى الجوار , فآبائهم لن يسمحوا لهم, على الأقل ليس فى هذا الجوار, فهم يشعرون بالخوف و القلق على أبنائهم من كل شئ , من الطبيعة المحيطة بهم و مما قد يصيبهم من الآخرين, و يشعرون بالإرتياب و الحذر تجاه لعب الأطفال مع بعضهم البعض , كما أنهم لا يستطيعون أن يتخيلوا أطفالهم يلعبون فى الخارج دون رقيب.
فلنسع إذًا جاهدين
من أجل أن نوفر لأبنائنا فرصة الحياة فى عالم حقيقى يستحق, حيث الكثير من الأطفال يلعبون فى الهواء الطلق
خارج منازلهم هنا و هناك , و يتمتعون بالقدرة السليمة الكاملة على اللعب و التخيل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق