السبت، 13 أبريل 2013

الأطفال المبدعون

إذا ما تأملنا في موضوع الأطفال المبدعين,سنجد أن معظم الأطفال لديهم لمحات  إبداعية نشطة وحيوية ,والبعض منهم وهبه الله قدرات إبداعية واعدة .ولكن التعليم الذي يتلقاه أي منهم في المدرسة ,وكذلك التربية في البيت يميلان في العادة إلى إخماد هذا الإبداع . وذلك رغم أن الإبداع ميزة قيمة للغاية  كفيلة بصنع الفارق بين حياة عادية روتينية وحياة مميزة و ثرية إذا ما لاقت الاهتمام المطلوب .

كيف تكتشف (الإبداع )عند الأطفال؟ هل يمكن قياسه من خلال اختبارات ؟ الإجابة: لا ,ليس بنفس الطريقة  التي يمكن بها قياس قدرة الطفل على تحصيل درجات جيدة في المدرسة .صحيح أنه يوجد اختبارات لقياس الإبداع ولكنها مازالت في طور التجريب والتطوير ,ولا يمكن الجزم بان نتائجها معبرة عن المعدل الدقيق للإبداع , لأنه في الواقع ليس هناك تعريف دقيق لماهية الإبداع.

ومن خلال الأبحاث والدراسات التي أجريت حتى الآن   هناك تصور عام بأن السمات التالية يحتمل أن تنبئ عن أطفال مبدعين فهم: على طبيعتهم ,يتحملون المسئولية ,مرنون,متفتحون,واسعوا الخيال ,وكثيروا الأسئلة ).
"إنهم يتلاعبون بالأفكار ,لا يركنون إلى الحلول التقليدية  لأية مشكلة.فبينما يثق الناس العاديون في الحقائق الجامدة , يستخدم المبدعون حدسهم في النظر إلى ما وراء الحقائق.
غالبًا ما يكون الأطفال المبدعون غير منتبهين في المدرسة كما أنهم لا يتقبلون ما يتم تلقينه لهم بسهولة ,قد  يكون بإمكانهم تحصيل درجات عالية في المدرسة لو أرادوا,  ولكنهم لا يلقون لهذا بالأً  لأنهم عادة منشغلين باهتمامات أخرى ولا يرغبون في مسايرة ما يمليه عليهم الآخرين.ويجب التنويه هنا أن اختبارات المدرسة هي لقياس المهارات الأكاديمية ولا ترصد قدرات الأطفال المبدعين  بشكل جيد.

هل تستطيع  مساعدة أطفالك على تنمية مهاراتهم الإبداعية ؟ نعم , اصغوا إلى أفكارهم مهما كانت درجة غرابتها , احترم مجهودهم الإبداعي مهما كان قاصرا, بدائيا أو غير مكتمل ,ساعدهم في تجريب الأفكار وفي أن يكونوا أكثر تقبلا وتجاوبا مع الأفكارالجديدة,لا تدفعهم دفعًا لطريقة معينة في التفكير بل اطلق لهم العنان ,ساعدهم في التجاوب والتفاعل مع الآخرين ,لكن دون أن يضطروا لكبت أو تغيير شخصيتهم لإرضاء غيرهم,حضهم على أن يسألوا أسئلة صعبة يعسر إجابتها, بل وأسئلة لا إجابة لها,علمهم أن يعلوا من قيمة أي نشاط إبداعي .

ماذا عن الطلاب الأكبر سنًا؟ هل يمكن أن ندرس الإبداع لهم؟محتمل, فقد أشارت التجارب التي أقيمت في جامعة (بافالو) أن الطلاب الذين حضروا دورات (الإبداع في حل المشاكل) أحرزوا تقدمًا في اختبارات الإبداع أكثر من نظرائهم الذين لم يحضروا مثل هذه الدورات .
وعلى الرغم من ذلك مازال السؤال  يتردد صداه في الأفق ,هل ما يقدم من دورات وتجارب معبر بالفعل عن تلك الميزة الغامضة   التي تحقق الفارق بين  مجرد صناعة  فكرة جيدة   وفكرة إبداعية متميزة وأصيلة ؟؟.

ترجمة :يسرا جلال
للمزيد من الترجمات النافعة , زوروا صفحتنا (ترجمني شكرا)

هناك تعليق واحد: