الاثنين، 10 فبراير 2014

تأديب بلا شعور بالذنب (3 أسرار) – مقال مترجم



بقلم : جانيت لانسبري
ترجمة: أسماء عبدالعاطي
المقال الأصلي باللغة الإنجليزية : من هــــنــــــا

يتردد الأبوين أحيانا في وضع حدود لأبنائهم الصغار خوفا من التعامل مع ردود الأفعال السلبية منهم. من الطبيعي ألا نشعر بالرضا عندما يحزن أطفالنا وخاصة عندما نشعر أننا المسئولون عن هذا الحزن. في بعض الأحيان نشعر بالذنب والقلق من أن يطول شعورهم بالإحباط أو غضبهم، أو نخاف من شعورهم بأنهم غير محبوبين منا أو أن يقل حبهم لنا لأننا لم نتركهم ليفعلوا ما أرادوا.
لا شئ أبعد عن  الحقيقة من هذه الأفكار

تطبيق الالتزام بالحدود بصدق ومراعاة الاحترام هو أضمن طريقة لتعزيز الأمان الوجداني (العاطفي) للطفل. وهو ما يضمن لأبنائنا حياة مليئة بالسعادة والحرية.

وهذه مشاركة أرسلتها لي أم تدعى (ستيفاني) وهي توضح ببراعة هذه الحقيقة  وتعطينا أمثلة على الثلاث مكونات الضرورية لتأديب ناجح مع مراعاة الاحترام, وهي :


  1.  التواصل مع مراعاة الاحترام المتبادل التواصل والتدخل لحل المشكلة  مباشرة بأمانة حتى مع أطفالنا الرضع بدلا من اللجوء للإلهاء والحيل والإقناع أو غيرها من ردود الأفعال التي تفصل الطفل عن الفعل والتي تتسم بشيء من الاحتيال.
  2. وضع الحدود مبكرا قبل تفاقم الوضع يجب تسجيل تضايقنا من الفعل قبل أن يتفاقم التضايق ليصبح إحباطا  وغضبا  وعندها ندرك أنه حان وقت رسم الحدود. بهذه الطريقة نسمح لمشاعرنا السلبية بأن تتعدى على علاقتنا بأبنائنا وذلك ليس بالعدل. ولا يمكن عندئذ أن ننظر للحدود التي نطبقها أنها إيجابية وتتسم بالحب!
  3. المتابعةيجب أن ندرك أن التوجيهات والطلبات اللفظية من أبنائنا غالبا لا تكفي حتى مع فهم أبنائنا التام لها. لذلك يجب علينا أن نؤكد للأطفال أننا سنساعدهم على تطبيق الحدود عن طريق متابعة تنفيذهم للحدود المطلوبة بكل ثقة. واستخدام طرق تتسم باللطف ولكن بها إصرار.

قصة (ستيفاني) وابنتها:

" لقد أردت أن أكتب وأحكي لكم عما حدث بيني وبين ابنتي ذات العامين بالأمس. كنت قد عدت من العمل وبينما أنا أتحدث مع زوجي، بدأت هي في إلقاء الملابس النظيفة من سلة الغسيل على الأرض. في البداية لم أفكر بأن أضع حداً للموضوع لأنه لم يكن يتعلق بفعل فيه خطر على سلامتها، ولكن بعدها شعرت أني بدأت أتضايق من ذلك الفعل. فقررت أنه من الأفضل أن أمنعها من جر الملابس النظيفة لتمسح بها الأرض.
نزلت حتى أصبحت جالسة في مستواها وقلت: "لن أسمح لك بجر الملابس على الأرض. لا أريد أن أضطر لغسلها ثانية"
وبكل لطف أخذت الملابس من يديها وبالطبع حاولت أن تنتزعها مني ولكني بكل لطف نحيت يديها بعيدا وقلت "لن أسمح لك بأن تأخذيها مني. سوف أضعها بعيدا"
بكت لعشر ثوانٍ ثم عادت سريعا لتلعب بأدوات المطبخ الخاصة بها.
بقدر اعتقادي وثقتي بالتربية بالاحترام إلا أني لازلت أذهل كل مرة عندما ينتج عنه تفاعل إيجابي بهذا الشكل مع ابنتي.
التواصل يبدو سهلا ومن القلب وأسعد بجو الحب الذي يملأ المنزل.
بعدها بفترة قصيرة وهذا أجمل ما في القصة، جاءت إلي ابنتي واقتربت مني وعانقتني. ثم قالت أقرب جملة لقلبي ... "أنا سعيدة جدا أنا سعيدة جدا" وكانت تعنيها حقا
الحدود تساعد صغارنا على الشعور بالأمان والسعادة. شكرا لك على مساعدتك في إرشاد الآباء إلى كيفية رسم وتطبيق الحدود بالحب."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق