المقال الأصلي: من هنــــا
ترجمة: ضحى أحمد
أول ما يتبادر إلى ذهني :
مسح الأنف السائل وقصّ الأظافر وتغيير الحفاضات المتسخة وتناول الأدوية والجلوس في مقعد الأطفال في السيارة والحُقن المؤلمة ما هي إلا جزء صغير من أشيائي المفضلة...
لا يوجد طفل يمكن أن يقول ذلك أبدًا.
يخشى
الوالدان القيام بتلك الأنشطة لأن الأطفال يميلون لمقاومتها. لذلك في عجلتنا
للانتهاء منها نستعجل أطفالنا أثناء تغيير الحفاضات ونباغتهم لمسح أنوفهم، ونلهيهم
لنتمكن من إعطائهم الدواء ونبقيهم دون حراك لتلقي الحقن، ونحاول أن نقص أظافرهم
وشعرهم وهم لا ينظرون، بل ربما نفعل ذلك أثناء نومهم.
المثير
للسخرية أن تلك التكتيكات تؤدي إلى التسبب في شعورهم بالاستياء وتزيد
مقاومتهم التي كنا نرغب في تجنبها من البداية، فيتعلم أطفالنا سريعًا أن يهربوا
منا كلما اقتربنا منهم وفي أيدينا منديل.
لكن
هناك سر يسير يخفف من وطأة تلك الواجبات الروتينية ويمكنه أن يحولها إلى أوقات تواصل
ممتعة (وهو أمر يصعب تصديقه).
السر
في تعاون أطفالنا معنا هو نفسه الذي يجعل أسلوب تربيتنا لهم ناجحًا من جميع الجوانب،
وهو الاحترام؛ حيث يرغب حديثي
الولادة والرضع والأطفال الصغار، والناس من جميع الأعمار، في إشراكهم ودعوتهم
للمشاركة بدلًا من فعل الأشياء بهم، ولا نستطيع لومهم على ذلك.
وفيما
يلي أوضح بعض الطرق الأساسية لمعاملة الأطفال باحترام:
فالحياة
قد تبدو مليئة بالأحداث بالنسبة للأطفال الصغار. وكلما عرفوا ما سيحدث قبل وقوعه، تزداد احتمالية نظرهم إلى تلك الأنشطة نظرةً إيجابية
وتمكنهم من التصرف على قدر الحدث.
هناك
طريقتان لنبقي الأطفال على علم بما يحدث: 1) من خلال تطوير عادات روتينية يومية
متوقعة ليعرفوا ما ينتظرهم، 2) والتحدث بصراحة عن جميع ما سيحدث (عند الطبيب
مثلًا) قبل وقوعه.
تقول
ماجدة جيربر "التوقع يشكل
العادات، واكتساب عادات يجعل التعايش مع القواعد أسهل بكثير. ولأن الأطفال
الصغار لا يفهمون الأسباب التي أدت إلى وضع تلك القواعد التي نتوقع منهم اتباعها،
من الأفضل أن تصبح تلك القواعد أمرًا معتادًا. فهناك بعض الأشياء التي لا نريد أو
لا نرغب في إعادة التفكير فيها كلما فعلناها، مثل غسيل أسناننا."
– في كتاب Dear Parent – Caring for Infants With
Respect (الوالدين
الأعزاء - رعاية الأطفال باحترام)
2. لا
تقاطع طفلك
احترم
لعب طفلك وغيره من الأنشطة التي يختار القيام بها، ولا تقاطعه ما لم تكن هناك ضرورة مُلحّة. وغالبًا ندرك أن الأنف
السائل أو الحفاض المتسخ يمكن أن ينتظر إلى أن ينتهي الطفل مما يفعل، أو يمكن على
الأقل أن نتيح المزيد من الوقت للطفل. واجعل الطفل مستعدًا أيضًا: "سيحين وقت
ارتداء البيجامة وغسيل الأسنان واختيار كتاب لنقرأه في غضون بضع دقائق."
وكما
قالت ماجدة "إذا أتيحت فرصة كافية
للطفل ليلعب باستقلال، دون مقاطعة، ستزيد على الأرجح رغبته في التعاون مع طلبات
والديه. "
3. تواصل
حتى مع أصغر الأطفال الرُضّع
الأطفال
أشخاصٌ كاملون منذ ولادتهم ونحن نشجع مشاركتهم في المهام عندما نتحدث إليهم بطريقة
صريحة ومباشرة: "أحتاج أن أمسح أنفك بهذا المنديل. ثبت رأسك لحظة لو
سمحت."
4. أتح
لطفلك الاستقلال
دع
طفلك يقوم بالمهمة بنفسه أو دعه يحاول على الأقل. ماذا لديك لتخسره؟ فربما تذهلك
قدرة طفلك على مسح أنفه. ويشعر الأطفال حتى سن 3 سنوات وأكبر بمزيد من
الاستقلال عندما نعرض عليهم خيارات: "هل تود أن تتناول دوائك الآن أم بعد
الغداء؟" "نبدأ بقصّ أي الأظافر؟"
لكن
احذر من الخيارات غير المقبولة. قد يبدو سؤال الطفل "هل يمكنني أن أعطيك
دوائك الآن؟" أكثر تهذيبًا واحترامًا، لكن فقط إذا كانت جميع الخيارات مقبولة
بالنسبة لنا.
5. تأنّى
في كل شئ
تأنى
في حركاتك وكلماتك وفي الوقت بين الحركات والكلمات. وكلما صغر سن الطفل، زاد الوقت
الذي يحتاجه لاستيعاب الكلمات.
تقول
ماجدة "يمكن أن نعزز إحساس الطفل بنفسه باعتباره صانع قرار من خلال إتاحة
مرور وقتٍ كافٍ بعد طلب شئ ما منه، حتى يتمكن الطفل من أن يقرر بنفسه أن يتعاون أو
لا."
6. لا
تُعدد المهام
يحتاج
الأطفال اهتمامنا الكامل خلال تلك الأنشطة التي تتطلب تعاونهم. فأُبدِ اهتمامك
بالطفل وتواصل معه وشجعه أن يقوم بالمثل.
7.
أَقِر بمشاعر طفلك
إذا
كنا نتعامل مع الموقف باحترام واستمرت مقاومة الطفل أو اعتراضه، فأَقِر بمشاعره ووجهة نظره. "أنت
تبعد رأسك عني. ولا تريدني أن أمسح أنفك بالمنديل. سأنتظر قليلًا إلى أن تكون
مستعدًا."
وعندما
يرفض الطفل التعاون، بالرغم من سلوكنا الذي يبدي الاحترام له، وكان ينبغي لنا أن
نجبره على فعل أمر ما، تزيد أهمية إقرارنا برفضه للأمر أو غضبه منه. "لم
يعجبك ذلك، وجعلك تشعر بالضيق."
8. اشكر
طفلك
اشكر
طفلك على مساعدته لك بدلًا من مدحه مدحًا مجوفًا بقولك "أحسنت". وأقِر
بإنجازاته وتقدمه: "أنت تستطيع غسل أسنانك الآن!"
شاركت
تشيلسي معنا الطريقة التي أنهت بها "معركة الملعقة" مع طفلها البالغ من
العمر 10 أشهر من خلال التواصل معه باحترام والتأني وإتاحة الفرصة له ليتمتع
باستقلاله بنفسه:
"كلما
حاولت إطعام ابني طعامًا مهروسًا، كان يمد يده نحو الملعقة ويمسك بها بقوة لدرجة
أن لون مفاصل أصابعه كان يتحول إلى الأبيض. وكنت أنزعج بشدة وأحاول الحصول عليها
منه. وصار التوتر يتصاعد في فترات الطعام. وفكرت أن الحل الوحيد هو أن أقدم له
طعامًا يمكن مسكه باليد، لكن كانت هناك أوقات احتجت فيها إلى إطعامه طعامًا
مهروسًا.
منذ
شهر تقريبًا مررت بلحظة جعلتني أدرك أنني أتعامل مع الأمر بطريقة خاطئة. فطلبت
منه إعطائي الملعقة. لم يعطينيها، لكنه أسقطها في النهاية. وسألته إذا كانت لي
فحدّق بي. مددت يدي إليها ووضحت له أني سأضع المزيد من الطعام على الملعقة
وسأعيدها له.
بدأنا
نتقن مهارة إعطاء الملعقة لبعضنا البعض في الوجبات القليلة التالية. والآن يعطيني
الملعقة ببساطة، بل صار يحب أن يعطيني كل شئ بما في ذلك المكعبات والألعاب!
وتغيرت
أوقات الوجبات بنسبة 100%، وأشعر أن ابني يستمتع حقًا بإعطاء ما لديه للآخرين
عندما يرغب في ذلك! أشكرك يا جانيت على الوقت الذي تقضيه في الكتابة في صفحتك على
الفيسبوك وفي المدونة، حيث ساعدتني كثيرًا كأم.
وإليك
مقطع فيديو يصور وجبة الإفطار هذا الصباح..."
أشكرك
أن سمحتي لي بمشاركة قصتك يا تشيلسي!
لمزيد
من المعلومات يمكنكم الحصول على كتابي No
Bad Kids: Toddler Discipline Without Shame (لا يوجد
أطفال سيئون: تهذيب الأطفال دون إشعارهم بالخزي) المتاح حاليًا للطلب المسبق على Kindle!
كما
أوصي بقراءة The Secret To Turning A Toddler’s “No!” Into A “Yes!” (السر في تحويل "لا" التي يقولها الأطفال إلى
"نعم")
وWhat To Say Instead Of
“NO!” – Six Ways To Gain Your Child’s Co-operation (ما يجب قوله بدلًا من "لا" - ست طرق تجعل طفلك يتعاون
معك)، بقلم ليزا سانبري من مدونة عن الأطفال (by Lisa Sunbury, Regarding Baby)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق