الاثنين، 15 ديسمبر 2014

كيف تتوقف عن تسلية طفلك - كيف تعودين طفلك الرضيع على تسلية نفسه

المصدر: من هنــــا
ترجمة: ضحى أحمد

تحياتي يا جانيت،
أنا أحب مقالاتك، وأحب مفهوم ترك الصغار لقضاء وقت بمفردهم في بعض الأحيان. أنا أشعر بأني أحاول دائمًا تسلية ابنتي البالغة من العمر 5 شهور، لكني أود لها أن تكون إنسانة مبدعة تحب قضاء الوقت بمفردها في المستقبل. لا أعرف إذا كانت فتاتي الصغيرة متعلقة بي (فربما هناك شئ ما لا أفهمه) أم أنها اعتادت فقط على وجودي بجوارها طوال اليوم.
وقد كنت أحاول طوال الشهرين الماضيين إتاحة الفرصة لها للعب على الأرض بأكبر قدر ممكن (وخبأت صندوق الألعاب الكبير والأرجوحة الموسيقية، كما أني نادرًا ما أضعها في حمالة الأطفال أو مقعد السيارة) وكل ما قدمته لها هو المساحة وبضعة أغراض بسيطة لتلعب بها، وأبقى معها في الغرفة حتى أكون قريبة منها لكن أحاول أن أدعها تتمتع بمساحتها الشخصية. ويبدو أنها تفقد اهتمامها وتعبر عن استيائها كثيرًا بعد فترة زمنية قصيرة، وعندما أذهب إليها وأشاركها اللعب تشعر بالفرح على الفور. أنا لم أتوقف عن احتضانها أو التفاعل معها خلال تلك الفترة، لكنها تبدو أكثر سعادةً عندما أسليها دائمًا بالغناء أو عمل أشكال بوجهي وغيرها من الطرق. هل أخطأت في فهم شئ ما؟ أرجو مساعدتي!
التفسير الآخر الوحيد الذي يمكنني التفكير فيه هو أنها لا ترغب في أن تكون مقيدة بالبقاء على الأرض. فهي تحب أن أمسكها لتقف على ساقيها. كما تشعر بالاستياء أثناء وقت الاستلقاء على البطن وتتقلب لكنها لا تزحف بعد، ويبدو أنها لا ترغب إلا في الوقوف (بمساعدتي) لفترات طويلة.
جايد

تحياتي يا جايد،
أشكرك على كلماتك الطيبة. راودتني بعض الأفكار بشأن طفلتك الصغيرة. أولًا تذكري أن الأطفال الرضع يتأثرون بسهولة ويحبون فعل ما اعتادوا عليه. وعندما نقرر تغيير أنماط السلوك التي زرعناها في أطفالنا، تكون هناك فترة تأقلم عادةً. إذا كنتِ تودين مساعدة طفلتك على الانتقال إلى ممارسة المزيد من اللعب ذو التوجيه الذاتى(وأنا أوصي بذلك بشدة)، فستحتاج إلى التكيف على الاستمتاع بوجودكِ معها دون أن تتدخلي كثيرًا، فإليكِ ما أقترح...
  1. اجلسي على الأرض واحملي طفلتك على حجرك في وضع أفقي إذا كانت ستسمح بذلك. فأحيانًا عندما يعتاد الأطفال على حملنا لهم في وضع رأسي، لا يحبون أن يُحملوا بطريقة مختلفة. إذا كانت ابنتك كذلك، فاحمليها بزاوية رأسية على حجرك. استرخي ودعيها تنظر حولها. ضعي بضعة أغراض لعب مثيرة للاهتمام وبسيطة في الوقت ذاته على الأرض قبل جلوسكما على الأرض حتى تتمكن من رؤيتها. لا تلفتي انتباهها إلى الألعاب أو تحاولي إغراءها للذهاب إليها. فقط كوني صبورة وهادئة واقبلي سلوكها ودعيها تشعر بالاستقرار وترى ما تقع عينيها عليه هى.
  2.  عندما تشعرين أنها مستعدة (ربما بميلها نحو الأرض أو إبداء الاهتمام بالألعاب)، أخبريها بأنكِ ستضعيها على الأرض، ثم ضعيها على ظهرهاوابقي مكانكِ، حتى تكون قريبة جدًا منكِ. لا تلتقطي الألعاب، لكن قرّبيها منها أو ضعيها في يديها. انتظري وراقبي ودعيها تتصرف على سجيتها. إذا فقدتِ صبركِ أو توترتي أو كانت لديكِ أعمال أخرى، فستشعر ابنتك بذلكفلا تحاولى التدخل وراقبي فقط.
  3.  إذا شعرت بالاستياء فتحدثي إليها، وأقرّي دائمًا بمشاعرها وبالرسالة التي تحاول قولها لكِ. "أنا أسمعكِ. وأنا هنا بجواركِ أرعاكِ." إذا بدأت تبدو أكثير استياءً، يمكنك التربيت عليها برفق والاستلقاء بجوارها أيضًا. "يبدو أنكِ غير مرتاحة. ما نفعله الآن يختلف قليلًا عن طريقة لعبنا التي اعتدنا عليها، أليس كذلك؟"تذكري أن الشعور بالاستياء بشأن تجربة أمر جديد لا يعني أنها "غير سعيدة". 
  4. إذا لم يهدئها إقراركِ بمشاعرها وبدأت المشاعر تتزايد، يمكنكِ أن تسأليها "هل تودين أن نتوقف قليلًا؟ هل تودين أن أحملكِ؟" إذا بدا أنها تقول نعم، فاحمليها لكن ابقي جالسة على الأرض. إذا هدأت أثناء حملك لها يمكنك تكرار المحاولة. "هل أنتِ مستعدة للّعب مجددًا؟"
  5. يحب معظم الأطفال الرضع أن نساعدهم على الوقوف وأن نحملهم معنا أثناء اليوم ونسليهم. وذلك طبيعي جدًا. وعندما تصبح طرق التفاعل تلك هي العادة، يرغبها الأطفال ويتوقعونها. وهذه الرغبة في تكرار المألوف يمكن أن تصبح وسيلة إلهاء تُصعّب على الطفل المشاركة في الأنشطة ذات الإيقاع الأبطأ التي يصممها الطفل ويبتكرها بنفسه والتي تُعد عظيمة الفائدة وحيوية في عملية التعلم.وليست المشكلة أن طفلتك تشعر أنها "مقيدة" باللعب على الأرض، لكنها فقط فكرة جديدة وغريبة بالنسبة لها. (حيث إنها تكون مقيدة ومعتمدة عليكِ أكثر عندما تساعديها على الوقوف). وربما هي لا تدرك بعد أنك تولينها اهتمامك عندما تكونين أكثر هدوءًا وأقل تدخلًا، ومن ثم عليكِ أن تثبتي لها ذلك. والحل هو أن "تفطمي" ابنتك بروية من توقع التسلية  منكى مع تقديم الثقة والمساحة والوقت اللازمين لتبتكر وسائل تسليتها بنفسها.والطفل القادر على تسلية نفسه بنفسه لن يحتاج مشاهدة التليفزيون أبدًا.
  6.  وبما أن مساعدة أطفالنا على اكتساب عادة اللعب بتوجيه ذاتي (وهو أسلوب اللعب الذي يحبه معظم الأطفال في النهاية أكثر بكثير من الأسلوب الذي يأتي بدافع من الكبار) تُعد مهمتنا، فعلينا أيضًا أن نحرص على تطور مهارات أطفالنا الحركية تطورًا طبيعيًّا، إذا كنا نُقدّر ذلك. وبالرغم من أن اللعب والتطور هما غريزتان فطريتان، إلا أن علينا أن نمهد لهما الطريق (الأمر الذي يعني عادةً أن نبتعد عن ذلك الطريق).إذا كان ذلك ما تريدين فعله، أوصيكِ بعدم مساعدة طفلتك على الوقوف مجددًا أبدًا، لأن ذلك يعد تدخلًا في كل من غريزتي اللعب بتوجيه ذاتي والتطور الحركي الطبيعي. وإذا بدا لكِ أنها تريدك أن تفعلي ذلك، فأقري بصراحة "أنا أرى أنكِ تطلبين مني مساعدتك على الوقوف. نعم أعلم أننا اعتدنا على فعل ذلك، لكننا الآن سننتظر إلى أن تكوني مستعدة لتقفي بنفسك فذلك أفضل لبدنك" (أو شئ من هذا القبيل). من الطبيعى شعور طفلتك "بالفرح على الفور" عند تفاعلها مع أمها الحبيبة .  استمري في إغداقها باهتمامك المبهج في أوقات الطعام والاستحمام وتغيير الحفاضات وغيرها. غنّي لها واصنعي أشكالًا بوجهك وقولي النكات بينما "تعملون معًا"، فتلك التفاعلات الحنونة وأيضا وقت لعب الطفل مع نفسه وأنت بجانبه تراعيه مظهرة تقديرك لما  تقوم به ابنتك والتطور الذي تمر به، سيمدها بأفضل ما يمكن أن تحصل عليه من الاهتمام واللعب.

يمكنك مشاهدة هذا المقطع القصير لمزيد من الإلهام والتوضيح، وهو عن الخمسة شهور الأولى من اللعب المستقل لأحد الأطفال، قدمته لنا كيري (وهي من نيوزيلندا أيضًا.) لاحظي قلة عدد الألعاب اللازمة والوقت الذي يقضيه الطفل كوب في استكشاف يديه وتحريك أطرافه وفي التأمل. ولاحظي الراحة التي يشعر بها وهو يتصرف على سجيته والطريقة التي يتمكن بها من "الاستلقاء على بطنه" بثقة وجمال.


كيري هي مدرسة أطفال في المراحل المبكرة من العمر في نيوزيلندا وبدأت تعمل في حضانة منذ عامين، وهو الأمر الذي أثار شغفها لرعاية الأطفال باحترام ولفلسفة RIE (موارد للقائمين على رعاية الرضع وتعليمهم).  ومنذ ولادة كوب منذ 6 أشهر، أسعدها الحظ بتطبيق جميع ما تعلمته وتشعر بالانبهار كل يوم لما تراه من كوب من انتباه وثقة وجمال الأفعال.

لقراءة المزيد عن لعب الرضع، أوصي بشدة الاطلاع على مقال "ما هو اللعب؟" بقلم ليزا سانبري من مدونة عن الأطفال (“What Is Play?” by Lisa Sunbury from Regarding Baby).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق