الاثنين، 6 أبريل 2015

خمس خطوات لتنمية الذكاء العاطفي لدى طفلك

خمس خطوات لتنمية الذكاء العاطفي لدى طفلك
بقلم: د. لورا ماركهام
ترجمة : مي إسماعيل البيباري
رابط المقال الأصلي من هنا


هل تريدين تنشئة طفل يتمتع بالذكاء العاطفي و لكنك تتساءلين من أين البداية؟ إذن ابدئي بهذه الخطوات الخمس:

١. لا لتجاهل وجهة نظر طفلك و تعاطفي معه: 

حتى وإن لم يكن باستطاعتك فعل أي شيء تجاه الاضطرابات التي يمر بها طفلك، فقط تعاطفي معه. فعندما يشعر الإنسان بأن هناك من يفهمه يساعده ذلك على التخلص من المشاعر السلبية. وإن كانت اضطرابات طفلك تبدو مبالغ فيها بالنسبة للموقف فتذكري دائما أننا جميعا نخزن مشاعرنا بداخلنا و نعبر عنها عندما نجد ملاذا آمنا و بعدها نتحرر من تلك المشاعر و نمضي في الحياة.


فالتعاطف لا يعني موافقتك و لكن فقط يعني أنك ترين الأمور بمنظور طفلك ايضا. فقد يجب عليه فعل ما تقولينه ولكنه لا يزال لديه وجهة النظر الخاصة به. وجميعنا
نعلم كم هو جميل ذلك الشعور بأن هناك من يفهم مشاعرنا… فذلك يسهل علينا الأمر حين لا يسير الموقف طبقا لهوانا.

كلمات يمكنك استخدامها:
                        "من الصعب عليك التوقف الان عن اللعب و لكن حان الوقت لذلك الآن "
                            "أنت تتمنى أن أكون لك وحدك، أليس كذلك؟"
                           "أنت تشعر بإحباط شديد لأنها تمطر."
                          "تريد السهر لوقت متآخر كالولاد الكبار… انا اعلم ذلك."
                          "تشعر بالغضب لآن برجك وقع!"

لماذا ينمي ذلك الذكاء العاطفي؟


      الشعور بأن هناك من يفهمنا يستثير المواد البيوكيميائية لدينا: فإن كل مرة يشعر طفلك فيها بالسكينة تقوي لديه ذلك الممر العصبي الذي سيستخدمه عندما يكبر ليهدّئ من غضبه.
      يتطور لدى الأطفال إحساس التعاطف من خلال معايشتهم لذلك الإحساس بنفسهم.
      إنك بذلك تساعد طفلك على ان يتفكر في تجاربه و العوامل التي تستثير مشاعره. فمجرد معرفة الصغار أن هناك اسم لكل من مشاعرهم هو وسيلة مبكرة لتعلم التحكم في مشاعرهم الجياشة.


٢. اسمحي بالتعبير عن المشاعر:

لا يستطيع الصغار التمييز بين مشاعرهم و "أنفسهم". لذلك تقبلي مشاعر طفلك عوضا عن إنكارها أو التقليل منها فذلك يرسل للأطفال أن هناك مشاعر مخجلة أو غير مقبولة.

فرفض خوف الطفل أو غضبه لن يوقف هذه المشاعر، بل قد يفرض عليه كبتها. و للأسف المشاعر المكبوتة لا تتلاشى بل تحبس و تظل تبحث عن منفذ، على عكس تلك المشاعر التي أعطيت لها  الفرصة للتعبير عنها بحرية. كما أنها تخرج بشكل غير منظم حيث أنها ليست تحت تحكّم واع. مثلا عندما يضرب طفلا أخته يكون لديه كوابيس او تتكون عنده تشنجات عصبية.

على عكس ذلك، يجب أن تعلّم طفلك أن جميع المشاعر مفهومة وأنها جزء منا كبشر حتى وإن كان هناك بعض التصرفات التي يجب الحد منها.
كلمات يمكنك استخدامها:
                        "أنت غاضب لأن أخاك كسر لعبتك، و لكننا لا نضرب. تعالى سأريك كيف تعبر له عن مشاعرك."
                        "يبدو عليك القلق من الرحلة الميدانية اليوم. أنا أيضا اعتدت أن أشعر بالقلق تجاه هذه الرحلات وأنا في الروضة…
                         هل تريد التحدث معي عن قلقك؟"
                        "أنت محبط جدا! لا شيء يبدو جيدا بالنسبة لك هذا الصباح… يا ترى هل تريد البكاء؟ فالكل يريد البكاء من وقت                         لآخر.تعالى اجلس في حضن والدك حيث تستطيع البكاء كما تشاء."
 
لماذا ينمي ذلك الذكاء العاطفي؟


 
      تقبلك لمشاعر طفلك يساعده هو نفسه على تقبلها، مما يساعدنا على حل تلك المشاعر و المضي في الحياة، فيتمكن الطفل من تعديل مشاعره بشكل احسن.
      تقبلك لمشاعر طفلك يعلمه ان حياته العاطفية ليست مسآلة خطرة او محرجة، بل هي سمة كونية و يمكن التحكم فيها. فيتعلم الطفل انه ليس بمفرده و ان حتى اقل الاشياء بهجة بداخلها مقبولة… و هذا كله يعني انها ككل بحالة جيدة على وضعها الحالي.


٣. اسمع لمشاعر طفلك:

غالبا ما يريد طفلك أن يشعر أن مشاعره مسموعة عندما يعبر عنها. سواء كان عمر طفلك ستة أشهر أو ستة عشر عاما، فهو دائما بحاجة لك لسماع مشاعره التي يعبر عنها. بمجرد أن تنتابه هذه المشاعر و يعبر عنها فسوف يتخلص منها و يمضي قدما في الحياة. في الحقيقة، سوف تذهل كيف ستصبح طفلتك حنونة و متعاونة بمجرد حصولها على الفرصة لتشاركك مشاعرها. و لكن لتشعر بالأمان لإطلاق هذه المشاعر، يجب عليها أن تعلم أنك متواجد و تستمع إليها بكل ما لديك. فلدى الأطفال قدرة مذهلة على جعل مشاعرهم تؤثر عليهم بشكل كبير ثم يتخلصون منها لتتركهم في حالة هدوء و تعاون. ما هو دورك؟ تنفس بعمق خلال ذلك، كن حاضرا، و قاوم تلك الرغبة الملحة في دفع هذه المشاعر بعيدا. فطفلتك بالفطرة تعرف كيف تداوي نفسها.
كلمات يمكنك استخدامها:
                        "تبدو حزينا الآن. الكل يحزن أحيانا… وأنا هنا، تكلم معي."
                        "أنت حزين جدا و غاضب لدرجة أنك فقط تريد الصراخ و البكاء. في أحيان كثيرة يشعر الجميع بذلك.
                        أنا هنا أسمع وأرى كل تلك المشاعر. يمكنك أن تريني كم أنت غاضب وحزين."
                        "أنت غاضب جدا و تطلب مني أن أتركك وحدك. سأبتعد قليلا.  لكن هذه المشاعر تؤلمك و تخيفك وأنا لن أتركك
                         وحدك بهذه المشاعر المضطربة. أنا هنا وأنت في آمان… يمكنك ان تحزن وأن تغضب كما تشاء، و عندما تكون                         مستعدا أنا هنا لأحضنك."

لماذا ينمي ذلك الذكاء العاطفي؟

إن طبيعة المشاعر الصحية أن تتخللنا و تغرقنا ثم ترحل بعيدا. حينما نصدها او نكبتها، تظل هذه المشاعر عالقة بداخلنا بدلا من أن نجد منفذا صحيا للتعبير عنها. و لكن الأطفال يخافون من هذه المشاعر القوية التي تجتاحهم فيحاولون صدها حتى يشعروا بأمان كاف لمعايشة هذه المشاعر. و لأن المشاعر تخزّن في الجسم، فإن موجات الغضب والبكاء هي الأسلوب الوحيد لمساعدة طفلك في التنفيس عنها.عندما نساعد أطفالنا على الإحساس بالأمان الكافي  للمرور بهذه المشاعر والتعبير عنها، فإننا لا نداوي أجسامهم و نفسياتهم فقط، بل ونساعدهم على أن يثقوا بجهازهم العاطفي فيستطيعوا التحكم في عواطفهم كلما تقدم بهم العمر بدون نوبات غضب و بكاء أو كبت.

٤. علمي طفلك حل المشكلات:

ان العواطف رسائل و ليست أسبابا للنواح والعويل. علم طفلك أن يعيشها، و يشعر بها، و يتحملها دون أن يتصرف بناءا عليها، و عندما يتحرروا من قبضة هذه المشاعر القوية يمكنهم حل المشكلة والتصرف إن لزم الأمر.

معظم الوقت حين يشعر الأطفال (والكبار أيضا) بأن هناك من يفهم عواطفهم ويتقبلها، فإن مشاعرهم تتخلص من شحنتها وتبدأ في التلاشي مما يفتح مجالا لحل المشكلة. أحيانا يستطيع الأطفال القيام بذلك بأنفسهم. وأحيانا يريدون مساعدتك لطرح الأفكار. ولكن قاوم الرغبة في أن تتدخل بعجل وتتعامل مع المشكلة بالنيابة عنهم، إلا إذا طلبوا هم منك ذلك... فهذا التدخل يعطي رسالة للطفل أنك لا تثق في قدرته على التعامل مع المشكلة بنفسه.
كلمات يمكنك استخدامها:
                        "أنتِ تشعرين بخيبة الأمل لأن مولي لا تستطيع المجيء بسبب مريضها، فقد كنتِ تتطلعين للعب معها.
                        عندما تكونين مستعدة ربما يمكننا طرح الأفكار معا بخصوص شيء آخر نفعله ويكون مسليا"
                        "أنت تشعر بالإحباط من سام لأنه رفض أن يعطيك دورا. أحيانا تشعر أنك لا تريد اللعب معه مرة أخرى,
                        و لكنك أيضا تحب اللعب معه. ماذا يمكنك أن تقول لسام؟"

لماذا ينمي ذلك الذكاء العاطفي؟
·       الاطفال يريدون التعبير عن مشاعرهم و لكن يجب عليهم ايضا ان يعرفوا كيف يغيروا مسارهم لايجاد حلول بنائة للمشكلة، و هذا يتطلب منا تمرينهم و تقديم النماذج لهم.
·       تظهر الدراسات ان مجرد التعاطف مع اطفالنا غير كاف لتعليمهم كيفية التحكم في مشاعرهم، لآنهم لازلوا يشعروا بآنهم تحت رحمة هذه المشاعر. و لكن تعليم الاطافل الاعتزاز بهذه المشاعر و اعتبارها رموز لآمور يحتاجوا التعامل معها بشكل مختلف في حياتهم هو ما يزيد الطفل قوة و تمكن.


٥. حوّل هذه المشاعر للعبة:

عندما تلاحظ أن هناك سلوكا سلبيا ينمو فعليك إدراك أن لدى طفلك بعض المشاعر الكبيرة التي لا يعلم كيف يتعامل معها، عليك أن تدخل بأحسن دواء و هو: اللعب. على سبيل المثال:

طفلك البالغ من العمر اربع سنوات دائما يريد أمه. فبدلا من أن تأخذ الآمر بشكل شخصي ساعده على أن يعالج هذه المشاعر الخاصة بتعلقه بأمه من خلال لعبة تلعبها معه بحيث "يحاول" الأب المسكين محاولات فاشلة لإبعاد الطفل عن أمه. فيقف الأب بين الأم و ابنها و يزأر: "لن أجعلك تصل لأمك... أنت... لقد جريت حولي و دفعتني! إنك قوي جدا! و لكن هذه المرة لن تتخطاني!" سيضحك ابنك كثيرا و ستكون لديه فرصة لإثبات أنه دائما يمكنه الحصول على أمه و ستنصرف كل تلك المخاوف المكبوتة التي تجعله دائما يطالب بوجودها.

لماذا ينمي ذلك الذكاء العاطفي؟

يعيش الاطفال مشاعر كبيرة بشكل يومي. فيشعرون أنهم لا قوة لهم و لا حيلة، و يشعرون بالغضب والحزن والخوف والغيرة. أما الأطفال الأصحاء عاطفيا يتعاملون مع هذه المشاعر من خلال اللعب، و هذه هي الطريقة ذاتها التي يتعلم من خلالها (صغار كل فصائل المخلوقات). فمساعدتك لابنك على أن "يلعب" خلال هذه الصراعات الكبيرة الداخلية تجعله يجد حلولا لها حتى يستطيع الانتقال إلى المرحلة العمرية القادمة و تحديات النمو المتوافقة معها.

طفلك لا يستطيع التعبير عن صراعته الشعورية العميقة من خلال الكلمات، فهذا أمر صعب حتى لمعظم الكبار البالغين. ولكنه يستطيع التعبير عنهم من خلال اللعب الرمزي و حلهم دون حتى الحاجة للتكلم عنهم.

إن الضحك يتخلص من هرمونات التوتر مثله مثل الدموع... و لكنه أكثر إمتاعا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق