الاثنين، 11 أبريل 2016

‎تنمية سلوك المشاركة لدى الطفل

ترجمة : Nanon Azmy
أظهرت الأبحاث أن الطفل يكتسب سلوك المشاركة حين يكون اختياريًا
بالنسبة للآباء فإن مشاركة الطفل ألعابه مع الآخرين يعد بمثابة معركة، فحين يطلب الأب من طفله أن يشارك بلعبته مع الآخر نادرًا ما يستجب الطفل لذلك خاصة على المدى الطويل، إلا أن البحث الجديد "لكورنيل "Cornell يقترح بأن السماح للأطفال بالحرية في اختيار ما يشاركون به من ألعاب مع الآخرين من شأنه تنمية سلوك المشاركة لديهم في المستقبل.
أوضحت نتائج دراسة كل من نادية شيرنياك[*] وتامر كوشنر* بعنوان"إعطاء طفل ما قبل المدرسة فرصة الاختيار تزيد من سلوك المشاركة"* بأن إعطاء الطفل اختيار صعب يؤدي إلى أن يرى الطفل نفسه بشكل مختلف مما يزيد من إمكانية تصرفه في المستقبل بشكل يعكس مزيد من سلوك المشاركة.
يقول شيرنياك " صناعة الخيارات الصعبة من شأنها السماح للطفل باستنتاج شئ مهم عن ذاته وهو ميله إلى
السلوك الاجتماعى".
ولاختبار هذا قدم الباحثان لعدد من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 5:3 سنوات أثنين من الألعاب عبارة عن كلب ودمية تدعى إيلي وتم تقدميهما على أن كلاهما يشعر بالحزن
- المجموعة الأولى اتيح لها خيار صعب وهو مشاركة كل من الكلب والدمية باستيكراتهم المفضلة أو لا يشاركون بها.
- المجموعة الثانية تم إعطائهم خيار سهل وهو قبول أو رفض المشاركة بالاستيكرات الخاصة بهم كل من اللعبتين السابقتين.
- بينما طلب من الأطفال في المجموعة الثالثة أن يشاركوا بالاستيكرات مع كل من الكلب والدمية إيلي.

كل الأطفال الذين قدمت لهم الدمية الحزينة أعطى لهم اختيار كم عدد من الاستيكرات (ثلاثة أو أكثر) يمكن إعطائها للدمية لإسعادها.
الأطفال الأكبر عمرًا والذين طلب منهم مساعدة الكلب بإعطائه الاستيكرات أظهروا سلوك المشاركة بتلك الاستيكرات مع الدمية، والأطفال الذين تم إعطائهم خيار سهل أو طلب منهم مشاركة الكلب بتلك الاستيكرات قد شاركوا باستيكرات قليلة مع الدمية. 
قد تتخيل أن صنع خيارات صعبة ومكلفة كأن تطلب من طفلك مشاركة الأطفال الآخرين بما يمتلكه أمر شاق بالنسبة له أو أن مشاركة الطفل لمرة واحدة كافية بأن ينمو لديه سلوك المشاركة ومن ثمَّ إظهاره فيما بعد؛ ولكن يقول "شارنياك "Chernyak "فبمجرد صنع الطفل لخيار صعب وهو مشاركة ما يمتلكه مع الآخرين من شأنه أن يجعل منه طفل أكثر كرمًا في المرات اللاحقة"
وهناك تجربة أخرى تعزز من النتائج السابقة توضح أن الأطفال أصبحوا أكثر كرمًا بعدما خيروا أن يشاركوا بلعبة ثمينة عبارة عن ضفدع أو في المقابل بشئ أقل قيمة وهو مجموعة من الأوراق مع الدمى السابقة. فالأطفال الذين  شاركوا في البداية بلعبة الضفدع مع الكلب  وجد أنهم شاركوا بكثير من الاستيكرات مع الدمية إيلي ، والأطفال الذين اختاروا الورق (الأقل قيمة) ليشاركوا به الكلب وجد أنهم شاركوا بقليل من الاستيكرات مع الدمية.
بالتالي فإن الأطفال لم يستفيدوا فقط بتعلم سلوك المشاركة مع الآخرين، وإنما تعلموا التضحية عن رغبة بأشيائهم ذات القيمة مع الآخر.
كما أن الأطفال الذين يكتسبون سلوك المشاركة عادة ما يكونون أكثر تهذيبًا وعطفًا مع الآخرين.  ولكى تعرف كيف تعلم طفلك تلك المهارات من المهم أن تعرف ما هى العوامل التي تزيد من تنمية سلوك المشاركة لدى الطفل.



[*] خريجة فى مجال التنمية البشرية
* مدرس مساعد فى تنمية الطفل بكلية علم البيئة البشرية
* تم نشر البحث في مجلة The journal Psychological Science

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق