الخميس، 19 مارس 2015

عندما يخفق الأطفال دراسيا : كيف تعلم ابنك التعامل مع الفشل؟


عندما يخفق الأطفال دراسيا : كيف تعلم ابنك التعامل مع الفشل؟
بقلم: كارمن ريس
ترجمة: نيفين سند
رابط المقال الانجليزي من هنا


العجز المكتسب هو اعتقادنا أن  سلوكنا لا يؤثر على مجريات الأمور ؛أي أن سلوكياتنا لا تتحكم في النتائج). فعلى سبيل المثال ، حينما تعتقد الطالبة أنها مسئولة عن نتيجتها فيمكن أن تفكر قائلة "إذا ذاكرت بجد لهذا الامتحان، سأحصل على درجة جيدة."  بينما على العكس يفكر الطالب ذو العجز المكتسب قائلا"لا جدوى من المذاكرة بجد لهذا الامتحان، فدوما سأحصل على درجة سيئة".
يرتبط العجز المكتسب فى المدرسة بالدرجات السيئة وتدنى التحصيل الدراسى كما يرتبط بالمشاكل السلوكية. فنجد أن الطلاب الذى يعانون من تكرار الفشل الدراسى أكثر عرضة لنمط العجز المكتسب، حيث يفقدون الثقة فى قدراتهم الشخصية كنتيجة للإخفاق الدراسى المتكرر مما يدفعهم إلى الاقتناع بعدم قدرتهم على
 التغلب على صعوباتهم المدرسية مهما بذلوا من مجهود.وبالتالي تقل جهودهم في سبيل التحصيل الدراسيوخاصة عندما يواجهون موادًا دراسية صعبة مما يؤدى إلى المزيد منالفشل الدراسى.

وكل ما واجه الطالب مهامًا صعبة أهملها, مما يعزز من اعتقاده بعدم قدرتهعلى التغلب على الصعوبات المدرسية.
يصيب الفشل المتكرر  الأطفال الذين يعانون صعوبات التعلم بالعجز,حيث يسقطون في دوامة من الفشل الدراسي على مدى فترات طويلة وبشكل متكرر في مجموعة متنوعة من المهام وأنشطة المدرسة الأمر الذى يؤدي بدورهإلى تدعيم إحساس الطفل بالعجز وقلة الحيلة.
سمات الطلاب ذوى العجز المكتسب:
1.     قلة الدافعية للتعلم وانعدام الطموح فى النجاح فى المدرسة.
2.     توقع محصلة قليلة حيث يعتقدون أنهمهما بذلوا من جهد في المدرسة ؛فالنتيجة ستكون دائما سلبية(درجات سيئة) كما يعتقدون أنه لا قدرة لهم فى التغلب على تلك النتيجة السيئة.
3.     فقدان الثقة في قدرتهم التحكم في سلوكياتهم الشخصية والأحداث المحيطة, فهم يرون أن أفعال الفرد منهم لا يمكن لها أن تؤدى إلى النجاح.
4.     نقص الثقة فى مهاراتهم وقدراتهم ؛حيث يعتقد هؤلاء الأطفال أن صعوبات التعلم التي يواجهونها ترجع إلى نقص قدراتهم الذاتية وانخفاض معدل ذكائهم –وإن لم يكونوا كذلك بالفعل، فهم مقتنعون بعدم قدرتهم على القيام بالأعمال المطلوبة لتحقيق نتيجة إيجابية.
5.     عندما يحرزون تقدمًا في المدرسة فإنهم يبخسون قدر أدائهم ويرجعون الفضل إلى الحظ (على سبيل المثال يقول الواحد منهم لقد كنت محظوظا أن جاء هذا الامتحان سهلا)
6.     يعممون الفشل فى تجربة معينة أو موقف واحد على المواقف التي يكون التحكم في النتيجة فيها ممكنًا، وذلك لأنهم يتوقعون الفشل طوال الوقت بغض النظر عن مهاراتهم وقدراتهم الفعليه فهم يقللون من أدائهم طيلة الوقت.
7.     يركزون على ما لا يمكنهم فعله بدلاً من التركيز على مهاراتهم وقواهم.
8. تزداد سلبيتهم وتدهور ادائهم المدرسي بسبب شعورهم بعدم القدرة على تنفيذ ما يطلب منهم وترتيب أفعالهم كما يجب.
نمط توضيحى متشائم:
ينظر ذوى العجز المكتسب من الطلاب إلى الفشل الدراسي على أنه شيئ لن يستطيعوا التغلب عليه كما ينظرون إلى متطلبات الدراسة- سواء كانت سلبية أوإيجابية على أنها شيئ خارج السيطرة.يعتبر ذلك التوقع بالفشل والقناعة بعدم القدرة على التحكم نقطة محورية فى ترسيخ نمط العجز المكتسب.
تساعدنا الطريقة التى يفسر بها الأطفال تجاربهم داخل الفصل على فهم سبب تبني بعض الأطفال لنظرة إيجابية بإيمانهم بقدرتهم على التحصيل داخل المدرسة ,وكذلك فهم تبني البعض الآخر لنظرة سلبية بإيمانهم بعدم قدرتهم على النجاح في المدرسة.).(سيلجمان، ريفتش، جايكوكس، وجيلهام 1995)
يرجع الأطفالالإيجابيون /ذوي النظرة الإيجابيةالفشل الدراسى إلى ظروف محددة ووقتية على سبيل المثال "حدث وكنت فى المكان الخطأ فى الوقت الخاطئ"
بينما يفسر الأطفال ذوي النظرة السلبيةالأحداث السلبية على أنها
·        سبب ثابت(بمعنى أن يكون سبب الحدث السلبي موجود دائمًا لا يتغير)
·        سبب عام(بمعنى أن يؤثر سبب الحدث السلبى على جميع نواحى حياتهم )
·        سبب داخلى(بمعنى أنهم السبب في وقوع الحدث السلبي بغض النظر عن العوامل الأخرى وذلك حسب استنتاجهم للموضوع )
يعبر عن النمط التوضيحى المتشائم جملة نموذجية مثل "دائما أفشل مهما فعلت"
ولكن حينما تكون نتيجة الفعل إيجابية فإن الطالب المتشائم يرجعها إلى
·        أسباب غير ثابتة(بمعنى أن يكون سبب الحدث شيئ عارض أو مؤقت)
·        أسباب خاصة (بمعنى أن يكون سبب الحدث موقف محدد)
·        أسباب خارجة عن الطفل (بمعنى أن يكون الآخرين أو الظروف المحيطة مسئولين
عن تلك النتيجة وليس هو أو جهده)
استراتيجيات تعلم يحتاجها من يعانى العجز المكتسب من الطلاب
يتقاعس الطفل الذى يعانى من العجز المكتسب عن طلب المساعدة حينما يواجه صعوبة فى أداء المهام المدرسية وذلك بسبب اقتناعه أنه لايمكن التحكم فى الحدث السلبي.كما أنه لا يتفاعل فى استخدام الاستراتيجيات والتخطيط السليم لحل المشكلات المدرسية. مثال:لا يدرك الطلاب الذين يعانون من العجز المكتسب أنه من الأسهل لهم أن يقوموا بعمل خطة من خطوات محددة وقائمة مطلوبات يرجعون إليها في حل مشكلة المسائل الرياضية ذات المتطلبات المتعددة فيحلون المسائل دون أن يختلط عليهم الحل.
إن النجاح وحده (مثلا كحل مسائل الرياضيات متعددة الخطوات بدقة ) لن يخفف من التصور العاجز أو يزيد من ثقة هؤلاء الأطفال الذين يعانون من العجز المكتسب حيث يرجعون نجاحاتهم إما إلى الحظ أو الصدفة.وفقا لاكسيلز،ويجفيلد، وشيفيل (1998) لا جدوى من إقناع ذوى العجز المكتسب من الطلاب أنه يمكنهم النجاح إذا بذلوا جهدًا أكبر, فلن يجدي ذلك إذا لم نقدم لهمخططًا واستراتجيات محددة وطرقًا للتغلب على العقبات والمهام الصعبة في الدراسة.يوضح المؤلفون أن الأساس فى مساعدة ذوى العجز من الطلاب للتغلب على ذلك  النمط الفكري  المختل هو إعادة تدريبهم على طرق الدراسة (بتعليمهم استراتيجيات يستخدمونها وتعليمهم مباشرة متى يستخدمونها)وهكذا نكون قد زودنا الطفل بأساليب محددة لعلاج مشاكل الدراسة بالإضافةإلى إعادة ترتيب الصفات بحيث يكون النجاح صفة للمجتهد.
عندما نعلم الطفل الذى يعانى من العجز المكتسب أن يستخدم استراتيجيات التعلم فأننا بذلك نمنحه أدوات يحتاجها للمحافظة على قناعته بامتلاك قدرات للتغلب على الفشل بل وتطوير هذه القناعة.
ويوضح ايمز(1990) أنه بالإضافةإلى استراتيجيات التعلم فأننا يجب أن نساعد الطفل الذى يعانى من العجز المكتسب على تطوير أهداف فردية قصيرة المدى خاصة به.فعلى سبيل المثال" سأقوم بهذه الرسومات لكى أتمكن من حل هذه المسألة الرياضية"
وبذلك فعندما يعلم الطفل وينفذ استراتيجيات التعلم سيكون قادرًا على استشعار النجاح حيال أهدافه الفردية.
يحتاج ذوى العجز المكتسب من الطلابإلىالاعتقاد بأن الجهد يزيد من المهارات
لتحقيق ذلك علينا أن نساعد الأطفال الذين يعانون من العجز المكتسب على إدراك المهارات والقدرات التى يمتلكونها بالفعل.كما أن علينا أيضا تطوير المعتقد لديهم بأن هذه القدرة تزايدية وليست ثابتة حيث أن الجهد يزيد من القدرات  والمهارات.
يوضح تيلفسون(2000) أننا نساعد الأطفال على رؤية النجاح لا كحادث سعيد فقط, ولكن كتطور وارتقاء في الأداء.فالمبدأ هو : نحن نكون ناجحين عندما نكتسب مهارات أو معلومات لم نكن نمتلكها من قبل .يجب علينا أن نتجنب تزويد الأطفال بفكرة أنه لكى تنجح فى المدرسة لا بد وأن تصل إلى مستوى معين من الدرجات.كما يوضح توليفسون أننا حينما حول نظرة الأطفال للنجاح إلى كونه "تقدم وتحسن" فإننا نشجعهم على بذل مزيد من الجهد للتغلب على الصعوبات المدرسية. وبالإضافة لذلك فإننا ندربهم على التركيز على استراتيجيات وعمليات التعلم بدلا من التركيز على النتائج التعلم أوالدرجات فقط.
تعليقات ختامية
لكى نحجم من التأثير السلبى للعجز المكتسب لدى الأطفال نحتاج إلى
·        تدريبهم على التركيز على استراتيجيات وخطوات عملية  يصلون بها لأهدافهم الأكاديمية.
·        تعزيز الاعتقاد لديهم بأنه من خلال مجهودهم يمكنهم بذلك التحكم فى سلوكهم الذاتى ويكونون مسئولين عن  تنمية مهاراتهم الأكاديمية.
على سبيل المثال لكى نساعد الطفل على التركيز على عملية التعلم بعد أن يفشل, بإمكانناأن نقول له: "هل يمكنك أن تفكر فى طريقة أخرى للقيام بذلك؟"وبهذه الطريقة يظل تعليقنا واهتمامنا منصبا على جهد الطفل وعلى استراتيجيات التعلم التى يستخدمها, والتي يمكنه تحسينها وتعديلها.
عندما يتعلم الطلاب التركيز على جهدهم واستراتيجيات التعلم التي يطبقونها فإن ذلك يمكنهم من البدء باستشعار مسئوليتهم عن نتائجهم الإيجابية وكذلك نجاحاتهم الذاتية فى المدرسة بل وفى الحياة.
مراجع
Ames, C. A. (1990). Motivation: What teachers need to know.Teachers College Record. Vol. 91, No. 3, pp. 409-421.
Eccles, S., Wigfield, A., and Schiefele, U. (1998). Motivation to succeed. In Eisenberg, N. (Ed.) Handbook of Child Psychology. Vol. 3 (5th ed., pp. 1017-1095). New York: Wiley.
Seligman, M. E., Reivich, K., Jaycox, L., &Gillham, J. (1995). The optimistic child. New York: Houghton Mifflin.
Tollefson, N. (2000). Classroom applications of cognitive theories of motivation. Educational Psychology Review, Vol. 12 No. 1, pp. 63-83.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق