الأحد، 31 أغسطس 2014

10 أسرار لتربية أبنائنا كمستمعين جيدين – مقال مترجم

بقلم:Janet Lansbury
ترجمة: أسماء عبدالعاطي
 المقال الأصلي باللغة الإنجليزية :  من هنـــا


مهارات الاستماع ضرورية جدا للتعلم. الأطفال الذين يحسنون الاستماع بالإضافة إلى قوة قدراتهم اللغوية فإن تحصيلهم للمعرفة في أي مادة يصبح أسهل، أقل إرهاقا وأكثر نجاحا. بسبب قدرة المستمع الجيد على الإنصات و استيعاب وحفظ معظم ما يسمعه في الفصل، فهم لا يحتاجون لتمضية الكثير من الوقت في المذاكرة .

ولكن يعتبر الاستماع من المشكلات المتزايدة لدى الصغار لدرجة أن رياض الأطفال وجدوا أنه من الضروري "تدريس" مهارة الاستماع في بعض برامج التمهيدي. لقد ترك أحد الأباء هذا التعليق على مقالة A Baby Ready For Kindergarten, College And Life يقول فيه:

"كنت أتحدث مع إحدى مدرسات الأطفال سن الرابعة إلى الخامسة في مدرسة ابنتي التمهيدي. سألتها ما المختلف الذي يفعله الأطفال في هذا السن. قالت: ‘نحن لا نقلق على الحروف والأرقام بالنسبة إلى مدى الاستعداد لرياض الأطفال. نحن نهتم بتعليم أطفالنا مهارات الإنصات.’   أضافت أيضا أنهم يدرسون الحروف والأرقام بالإضافة إلى الرسم والموسيقى وغيرها ... لكن الهدف في الفصول الأكبر هو جعل الأطفال يستمعون ... أما باقي الأشياء تأتي بسهولة بعد ذلك."

ذلك يدعو للقلق. لماذا الحاجة مبكرا في فصول التمهيدي "لجعل الأطفال يستمعون".
الطفل يولد مستمعا بالفطرة. في الواقع، حاسة السمع هي أكثر الحواس قوة لدى الطفل حديث الولادة من بين الحواس الأخرى. القدرة على السمع يمكن أن تعاق قليلا بالسوائل في الأذن الداخلية للمولود، لكن في حرصه على الانخراط سيتغلب على ذلك. الصغار يقومون بضبط سماعاتهم الداخلية على  أصوات والديهم وهم داخل الرحم ويستمرون متحفزين لفعل ذلك بعد الولادة. فبقائهم على قيد الحياة يعتمد على قدرتهم على الاستماع وتعلم التواصل لتلبية الاحتياجات. فما الذي يحدث في الفترة ما بين الولادة ورياض الأطفال؟

الإجابة غير واضحة، لكن هناك بعض الطرق للتأكد من تنمية قدرات سمعية جيدة لدى الأطفال...
 
1. اخبر الطفل قبل أن تحمله أنك ستحمله (واخبره عن أي شئ يحدث حوله في عالمه)

ربما هذه هي أبسط نصيحة والأكثر فائدة والتي تقدمها خبيرة الأطفال الرضع ماجدا جربر، ولكنها لا تزال الأكثر تحديا للأباء والأمهات الجدد. أعتقد السبب وراء ذلك هو الشعور بأنه من غير الطبيعي بل من المحرج (خاصة أمام الآخرين) أن تقول "الآن سوف أحملك" لوليد لن يستطيع الرد عليك ولازال أمامه وقت طويل على القيام بذلك. ولكن بمجرد أن تصبح عادة سيصبح من غير الطبيعي ألا تقولها. وهي عادة تستحق الاعتياد عليها. إنها ليست فقط أكثر احتراما للأطفال – لأنها تعلم الأولاد أننا نعتبرهم جديرين بمعرفة ما الذي يحدث حولهم – وهي أيضا تشجع على تنمية الإنصات الجيد. علاوة على ذلك، هي الطريقة الطبيعية والمثلى للأطفال لتعلم اللغة. لأن هذه الكلمات حقا مهمة للطفل. بعبارة أخرى، إشراك طفلك في حوار له معنى.

2. حوار له معنى

الأطفال الرضع يحبون أن يُتحدث إليهم، يُغنى إليهم، أن يحصلوا على الاهتمام. نقطة!
لكن الدافع لمتابعة الاستماع يكون أكبر عندما نركز في حواراتنا حول أشياء مهمة بالنسبة له وذات صلة به، مثل أين الطفل الآن، ما الذي يحدث لأجسادهم، ما الذي يلمسونه، يرونه، يسمعونه، يشمونه، يتذوقونه، وهكذا. ولا تبخلوا بالتفاصيل فهم يريدون أن يسمعوا ويعلموا كل شئ.

ولكن هذا لا يعني أننا نحتاج أن للتنزه بلا مغزى والتعليق على كل فكره وكل حركة ...

3. جو هادئ سلمي

وجود بيئة هادئة سلمية يشجع الأطفال الرضع على الانخراط، المثيرات السمعية الكثيرة لها تأثير عكسي عليهم. الأطفال الرضع حساسون وسريعي التحفز.


4. التحدث ببطء واحترام

يكون الأطفال أكثر دافعيه للاستماع عندما نتحدث ببطء كاف بالنسبة لهم على الأقل حتى يبدءوا في الفهم. الأطفال الرضع يشعرون عندما يتحدث الآخرون إليهم بازدراء أو إساءة أو عدم احترام. هم أكثر ميلا للاستماع عندما يعلمون أننا نأخذهم على محمل الجد كما يفعلون هم تجاهنا.

5. ميز له الأصوات

خاصة عندما تشعر أن طفلك قد سمع كلب ينبح أو صوت سيارة القمامة، عرف له الصوت وصفه له، "ذلك الكلب ينبح بصوت عال، أليس كذلك؟ لقد سمعته أيضا" وعلق على الأصوات التي يفعلها بنفسه، "أسمعك تربت على الأرضية الخشبية" الطفل هنا لا يتعلم الكلمات فقط ولكنه يتعلم أن هناك العديد من أنواع الأصوات.

6. لا تتحدث عنهم وكأنهم لا يسمعون

غالبا ما يشاركني الأباء قصص عن أطفالهم الرضع في الفصل. الطفل وهو لازال في عمر ال3 أو 4 شهور بلا استثناء ينظر إلي فجأة عندما يبدأ والديه في التحدث عنه. الطفل يعلم بالضبط ما يجري. إما أحد الوالدين أو أنا أو كلانا حيينها يخبره: "والدتك تخبرني عنك. أنك لم تنم جيدا بالأمس! بل بكيت." إذا لم نشرك الرضيع معنا في حواراتنا، خاصة التي تتعلق به، فنح لا نشجع مشاركته ودوافعه للاستماع.

7. تقليل تعرض الرضيع للمحادثات الهاتفية

أيضا من غير المفضل تعرض الطفل للمحادثات من جانب واحد - أي أن نحدث أنفسنا أمامه – أي المحادثات التي من المستحيل أن يفهمها الطفل أو يميز عما تدور.

8. استخدم "لا" في أضيق الحدود

أطفالنا متحفزون بالفطرة للاستماع إلى كلماتنا عندما تقدم لهم شيئا له قيمة ومعنى لديهم ... وصف، تفسير، شئ ما يساعدهم على التعلم والفهم. أحيانا - بلا شك- تكون هذه الكلمة "لا". ولكن في بعض الأحيان نستطيع قول لا بطريقة أكثر وضوحا، مثلا: "تريد أن تواصل اللعب في الخارج، ولكن لا يمكنني أن أدعك تفعل ذلك. حان وقت الدخول للمنزل." أو "ورقة الشجرة هذه غير نظيفة لتضعها في فمك. سوف أمسكها لك لتنظر إليها."

9. احك له حكايات، قم بالغناء له، استمع معه للقصص على "السي دي"، اقرأ له كتب

هذه الأنشطة - بالإضافة إلى  تشجيعها على الإنصات – فإنها تعزز الإبداع (خاصة في السنوات الثلاث الأولى) لأن الأطفال يكونون الصور الذهنية الخاصة بهم للكلمات والأصوات.

10. احذر من الشاشات فهي تعيق الإنصات

هذه هي النقطة الأخيرة ولكنها ليست أقل أهمية. في الواقع، إذا أصبحت عدم القدرة على الإنصات جيدا مصدر قلق متزايد، فأرجح أن الاستخدام المتزايد للشاشات هو ما يقع عليه اللوم. المرئيات في الأفلام، التليفزيون، وألعاب الفيديو تعمل على تحفيز الطفل مشجعة على لفت الانتباه والانخراط معها بشكل كبير. أطفالنا لا يستمعون حقا لما يحدث لأنه لا يحتاج لذلك، واللغة الرديئة التي عادة ما تقدم لا تستحق الاستماع لها على كل حال. وقت المشاهدة، حتى إذا كان تعليميا، يمكن أن يدرب الطفل على عدم الإنصات.

في مقطع عن الصوتيات في كتابها الرائع، "العقول المهددة بالانقراض - لماذا لا يفكر الأطفال وماذا يمكننا أن نفعل حيال ذلك"، تذكر الباحثة المتخصصة في الدماغ الدكتور جين هيلي:"هذه الأجهزة السمعية تكون في مرحلة حرجة من النمو خلال فترة ما قبل المدرسة بينما العديد من الصغار يشاهدون ال"يوتيوب". يتفق الباحثون أنه في حالة توافر كل من المرئيات والحوار، الأطفال ينتبهون ويتذكرون الصور وليس "الكلام أو الحوار". (كذلك بالنسبة لمعظم البالغين، لا يستطيع السمع المنافسة مع الإبصار اذا تم اتاحة الفرصة لفعل الاثنين معا في نفس الوقت) ومع ذلك، إذا لم يتم نمو مهارات الاستماع والإنصات في هذه السنوات الأولى من عمر الطفل، فمن الصعب جدا إن لم يكن من غير الممكن تنميتها لاحقا." 



هناك تعليقان (2):