بقلم: Janet
ترجمة: ضحى أحمد
المقال الأصلي باللغة الانجليزية: من هنـا
ترجمة: ضحى أحمد
المقال الأصلي باللغة الانجليزية: من هنـا
آخر ما ستجدوني أفعله هو استثارة الشعور بالذنب لدى الوالدين. وسأفترض أنكم سمعتم عن جميع ما يتعلق بمخاطر مشاهدة التليفزيون على الرضع والأطفال حتى سن 3 سنوات، فالتأخر المحتمل في النطق والسمنة وقصور الانتباه وفرط الحركة والعدوانية هي أشياء نرغب في منع أطفالنا من اكتسابها إن أمكننا ذلك. ومع ذلك لا يفاجئني أن الآباء يتجاهلون تلك الأبحاث (ويتجاهلون اللجنة الاستشارية التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال) ويشغلون التليفزيون للأطفال تحت عمر سنتين على أي حال. فكيف يمكننا أن نلقي باللوم على أي أم أو أب يرغبون في قراءة جملة كاملة في الجريدة أو إعداد العشاء أو التحدث على الهاتف دون مقاطعة أو قضاء بضع دقائق من الخصوصية في دورة المياه أو التمتع ببضع لحظات من الهدوء والسلام الذي يستحقونه؟
وأستعجب من تحذيرات الخبراء ونقدهم، دون تقديم بدائل
عملية لاستخدام التليفزيون كجليس للطفل. فكل الشكر للأكاديمية الأمريكية لطب
الأطفال وASHA (المؤسسة الأمريكية للتخاطب
واللغة والسمع) وغيرهم
الكثير، لكن إخبارنا بأنه من الحكمة أن نقضي الوقت في التحدث مع أطفالنا والقراءة
والغناء لهم واللعب معهم لا يحل مشكلتنا. فمعظمنا يدرك تمامًا أننا في حاجة إلى
قضاء الكثير من الوقت وبذل الكثير من الطاقة في التفاعل مع أطفالنا بدنيًّا
واجتماعيًّا. لكننا نحتاج وقتًا للراحة من حين لآخر. وأجد أن نهي الخبراء عن
مشاهدة الأطفال التليفزيون وتقديمهم النصائح التي تتجاهل السبب الذي يدفع معظم
الآباء لاستخدام التليفزيون في المقام الأول أمرًا مسيئًا.
والخبر الجيد هو أن هناك خيار آخر بالفعل، وهو يلبي
احتياجات كل من الوالدين والطفل معًا، حيث يسعد به الأطفال ويتمكن الوالدين من
الراحة، ويتاح لنا عندما نقضي الوقت مع أطفالنا المزيد من الاستمتاع والقليل من
العمل. والطريقة بسيطة لدرجة أني تمكنت من تطبيقها مع ثلاثة أطفال (ولست
بقديسة ولا عبقرية)، ولن أفهم أبدًا لماذا تبقى هذه الطريقة سرًا يلزم
كتمانه (بعيدًا عن عدم وجود ربح مادي يترتب عليها).
ويكمن الحل في مساعدة أطفالنا على اكتساب عادة اللعب المستقل المرحة عن طريق تبني أسلوب الحياة
الذي أوصت به طبيبة الأطفال إيمي بيكلر وأخصائية الرضع ماجدة
جيربر.
والفخ الذي يقع فيه الآباء هو استخدام الشاشات لشغل
الأطفال، مما يدخلهم في حلقة مفرغة، حيث يخلق ذلك المشكلة نفسها
التي نستخدم التليفزيون من أجل علاجها، وهي طفل غير قادر على تسلية نفسه. فالأطفال
الذين يقضون الوقت في "المشاهدة" يفقدون الشئ الذي ولدوا مستعدون
ومتشوقون لممارسته، الشئ الذي يحتاجهم الآباء أن يفعلوه، وهو التخيل
والاستكشاف والتجربة وابتكار الألعاب وحدهم.
وبالرغم من أن المبادرة بالأفكار والأنشطة تنبع من
الرضع بفطرتهم، ألا أن الفترات الطويلة من أوقات اللعب المستقل لا تحدث ما لم نعد
البيئة المناسبة لها. ويعني ذلك إعداد منطقة لعب أو أكثر للطفل بحيث تكون
آمنة ومغلقة (اللعب في الأماكن المفتوحة يُعد رائعًا أيضًا إن
أمكن) ثم تشجيع الطفل على اعتياد قضاء وقت يقظته (بين أوقات النوم وتناول الطعام
وتغيير الحفاضات) في تلك البيئات التي ستصبح قريبًا مألوفة بالنسبة له.
يمكننا حينها مشاهدة طفلنا والاستمتاع به والجلوس على الأرض ثم تركه في النهاية من
أجل العمل أو الاسترخاء بالقرب منه، بينما يقضي هو وقته في التعلم من الأغراض والألعاب الآمنة
التي يختارها. ويحب الأطفال تلك الغرف (أو أجزاء الغرف) في تجربتي حتى بعد انقضاء
العمر الذي احتاجوها فيه من أجل توفير الأمان لهم. حيث تصبح منطقة لعب الطفل هي
الملاذ المريح والشافي والتخيلي الذي تولد فيه الأحلام.
وفي النهاية سيقدم معظمنا أطفالهم للأفلام والتليفزيون.
ونصيحتي هي أن تؤجلوا ذلك قدر الإمكان ثم تقتصدوا في استخدامه. لم أتحمل أنا
شخصيًّا خيار وقت التليفزيون بسبب الضغط الإضافي الذي تسببه محاولة التحكم في ذلك
الوقت (إلى جانب القائمة الطويلة بالفعل من صراعات السلطة مع الأطفال حتى سن 3 سنوات). وكان الأفضل بالنسبة لي أن أتجنبه كليًّا إلى بعد إتمام
الثالثة من العمر.
فاستنفذوا استخدام ألوان الشمع والمكعبات والعرائس
ومسرح العرائس والبازل وألعاب تصنيف الأشكال والصلصال والكرات والكتب والألعاب ذات
العجلات وطبشور الرسم على الأرض (وهو أحد أفضل الاختراعات على الإطلاق) والليجو
وغيرها قبل اللجوء إلى الأفلام والتليفزيون. وعندما يبدو
أن الأطفال الماهرين في شغل أنفسهم يشعرون بالملل، يكونون في الغالب على وشك ابتكار فكرة لنشاط
جديد. وأحيانًا يحتاجون المزيد من اهتمامنا أو يحتاجون إلى قيلولة.
إذا كنت في حاجة إلى وسيلة ترفيه لفترة راحة بعد الظهر
وكانت الموسيقى غير كافية، جرب الكتب
المسجلة على شرائط (أو أقراص مضغوطة) قبل التفكير في التليفزيون أو الفيديو.
وعادةً ما تحتوي المكتبات على مجموعة جيدة من الاختيارات، حيث لا تؤثر تلك الكتب
في مهارات الإنصات والتعلم مثلما يفعل التليفزيون، بل تحفز الخيال بدلًا من عزل
الطفل عن العالم، وهي ليست مقلقة أو مخيفة كالأفلام. وتُعد الشرائط أو الأقراص
التي ترفق بالكتب رائعة أيضًا، ويمكنك أن تعلم طفلك كيفية قلب الصفحة عندما يصدر
الشريط صوت الرنين (الذي يخبرك بانتهاء سرد الصفحة الحالية).
إذا أمكننا تأجيل استخدام التليفزيون (أو التخلص من تلك
العادة في السنوات الأولى من العمر)، ستتاح لطفلنا الفرصة لتطوير المسارات العصبية
التي يحتاجها ليصبح مستمعًا ومتعلمًا جيدًا بالإضافة إلى تطوير المهارات الحركية الكبرى والصغرى[1] وقدرات حل المشكلات والإبداع وتقوية الثقة بالنفس.
نحن جميعًا نرتكب الكثير من الأخطاء التربوية، لكن حب
اللعب بتوجيه داخلي والتفكير الإبداعي والانعزال المؤقت ستكون هبات تدوم مدى
الحياة لن تندم عليها أنت أو طفلك.
تمتعوا بمشاهدة هذا الفيديو الملهم للطفل جوي البالغ من
العمر 15 شهرًا، حيث يوضح الفيديو مهارات الاعتماد
على الذات والمثابرة والتركيز والذكاء واللعب بتوجيه داخلي وغيرها الكثير، فهو
باختصار يعكس اللعب المستقل بتوجيه ذاتي في أفضل أشكاله.
وتجدون المزيد عن دعم اللعب الإبداعي المستقل في كتابي Elevating
Child Care: A Guide to Respectful Parenting (الارتقاء برعاية
الأطفال: دليلك للتربية باحترام الطفل).
تتناول كتب الدكتورة جاين هيلي، وهي Endangered
Minds
(عقول معرضة للخطر) وYour
Child’s Growing Mind: Brain Development and Learning From Birth to
Adolescence (عقل طفلك النامي: نمو
العقل والتعلم من الميلاد حتى المراهقة)، آثار التليفزيون والفيديو
بالتفصيل على نمو العقل وتطوره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق