بقلم : إنجفي
تشين
ترجمة : يسرا جلال
رابط المقال الأصلي من هنا
رابط المقال الأصلي من هنا
من السهل أن نفترض أن الحياة في الفصل الدراسي بالنسبة للصغار الفائقين بسيطة للغاية.ولكن
عندما تفشل المناهج المدرسية التقليدية في إثارة شهية عقولهم الصغيرة الجائعة تاركة
إياهم للشعور بالملل والعجز ؛ فإنهم قد يتوهون بين ثنايا النظام المدرسي .بل وقد ينتهي الأمر ببعضهم إلى الحصول على تقدير مقبول أو حتى الانزلاق إلى التسرب الدراسي,والكثير منهم لن يوظف
كامل إمكانياتهو لن تنمو قدراته إلى كامل طاقتها .وتعد هذه خسارة كبيرة للعديد من الأسباب
,خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا أن هذه
العقول الثمينة تمثل مجموعة متفردة مرشحة
لإنتاج أفكار واختراعات جديدةفي المستقبل؛وبسبب
السياسات غير الملائمة ,فإننا نفقد فرص تربية عباقرة أمثال هنري فورد وماري كوري.
يقول البروفيسور
دافيد لوبينسكي ؛أستاذ علم النفس في جامعة فاندربيلت :"إن الأطفال الموهوبون عقليا
لا يثيرون اهتمام صانعي القرار,ولكن إذا أردت أن تحل مشكلة عالمية مثل التغير
المناخي والإرهاب وابتكارات العلوم والتكنولوجيا وكذلك المواصلات وإدارة
الرعاية الصحية فإننا بحاجة إلى عقول ثمينة مثقفة حصلت على ما يلزمها من إعداد فكري ."
الرعاية الصحية فإننا بحاجة إلى عقول ثمينة مثقفة حصلت على ما يلزمها من إعداد فكري ."
و في الولايات
المتحدة يقدر عدد الطلبة الموهوبين أكاديميا في مرحلة التعليم الأساسي ب 3 مليون
طالب .ويطلق لوبينسكي عليهم(موارد الثروة البشرية النفيسة ),ويشرف لوبينسكي مع
زميلته كاميللا باينبو على مشروع ) بحث ودراسة الشباب الموهوبين في
الرياضيات (المعروف اختصارا باسم سيمبيSMPY) وهو مشروع طويل الأمد ,يتتبع مسار أكثر من 5 آلاف
شخص موهوب , اختير معظمهم من خلال برامج البحث عن الموهوبين في اختبارات سات للعمر
12 و13 سنة . وقد بدأ مشروع السيمبي في العام 1971 في جامعة جون هوبكينز على يد
رائد البحث عن النابغين جوليان ستانلي,وقد كشف البرنامج عن كنز ثمين من الوعي
بالأطفال الموهوبين .من هم وما الذي يحتاجونه من المدارس .
بعض المتقدمين كانوا أطفالا نادرين يتمتعون بذكاء مرعب وكان هؤلاء على رأس 10 ألاف طفل نابغين في الرياضيات ومهارات الاستنتاج اللفظي .وفي تقرير صدر العام الماضي في بحث ما بعد الدكتوراة في جامعة فيندربيلت_تتبع كل من البروفيسورهاريسون كيل ولوبينسكيوبينبو من 320 من هؤلاء الطلاب النابغين بعد بلوغهم سن ال 38 فوجدواأن 44% منهم حصل على درجة الدكتوراة في الطب أو القانون أو غيره بالمقارنة بنسبة ال 2% من سكان أميركا الحاصلين على شهادة الدكتوراة .والكثير منهم توظف في وظائف سيادية أو مهمة بدءا من أطباء ومرورا بمهندسي كومبيوتر أو فنانين وانتهاء بمسئولين عن ثروة 500 شركة.
يقول لوبينسكي :"تفاجئنا بقدر الإنجازات العظيمة, حتى لهؤلاء الذين كانوا على قمة ال 10 الآف لم يكن لدينا أي علم بأن أكثر من 7% من هؤلاء قد توظف بالفعل في جامعات بحثية رئيسية .لم يكن لدينا علم أن الكثير منهم ستدعمهم منح أو مجالس إدارات مؤسسات كبرى أو شركات قانونية رئيسية.
لم يكن الأمر دائما سهلا ,ولكن الطلبة الموهوبون كانوا دائما ما يتقنون المعلومات الجديدة بسرعة ,بينما لم تكن المدارس تجاري قدراتهم ولاحظ الباحثون أن المعلمين دائما ما يركزون على بطيئي التعلم بدلا من النابغين والموهوبين.وهذه وصفة سهلة وسريعة للإحباطوضعف الأداء .واقترحت تحليلات أخرى ل (سيمبي) أن الأطفال الموهوبون عقليا لا يحققون المتوقع منهم دون تحدي قدراتهم بمواد أكثر صعوبة.
على سبيل المثال,الطلبة الموهوبون الذين يحصلون على جرعة أعلى وأدسم من الأنشطة التعليمية في العلوم والتكنولوجيا - مثل فصول ال AP الحصول على دورات في الكليات أثناء المرحلة الثانوية ,أو المشاركة في معارض العلوم ) هؤلاء لديهم فرصة الحصول على شهادة دكتوراة والتوظف في مجالات العلوم والتكنولوجيا خلال الثلاثين من عمرهم مرتين أكثر من هؤلاء الذين حصلوا على قدر أقل من الأنشطة .في هذه الأثناء ,أظهرت دراسة نشرت في العام الماضي تمكن لوبينسكي وفريقه من تتبع مسار 1.020 تلميذا كانوا قد أحرزوا تقدما في الرياضيات و في مقارنة هؤلاء الذين تخطوا سنة دراسية وهؤلاء الذين أحرزوا الدرجة النهائية .كتب أحد الباحثين :"في كل مقارنة على مستوى كل مجموعة نسبة كبيرة ممن تخطوا سنة دراسية إلى الأعلى منها في اختباراتهم حصلوا على درجات دكتوراة لاحقا في مجال العلوم والتكنولوجيا , أو نشرت لهم أبحاث في المجال نفسه كما حصلوا على براءات اختراع.
ومازال الطلبة الموهوبون يحرزون تقدما فوق المستوى المعتاد رغم فقدهم لفرص تعليمية متسارعة ولكنهم لم يحرزوا المتوقع منهم لاحقا في الحياة .
وقال لوبينسكي أن في ذلك هدر وفقد كبير للمواهب.
بعض المتقدمين كانوا أطفالا نادرين يتمتعون بذكاء مرعب وكان هؤلاء على رأس 10 ألاف طفل نابغين في الرياضيات ومهارات الاستنتاج اللفظي .وفي تقرير صدر العام الماضي في بحث ما بعد الدكتوراة في جامعة فيندربيلت_تتبع كل من البروفيسورهاريسون كيل ولوبينسكيوبينبو من 320 من هؤلاء الطلاب النابغين بعد بلوغهم سن ال 38 فوجدواأن 44% منهم حصل على درجة الدكتوراة في الطب أو القانون أو غيره بالمقارنة بنسبة ال 2% من سكان أميركا الحاصلين على شهادة الدكتوراة .والكثير منهم توظف في وظائف سيادية أو مهمة بدءا من أطباء ومرورا بمهندسي كومبيوتر أو فنانين وانتهاء بمسئولين عن ثروة 500 شركة.
يقول لوبينسكي :"تفاجئنا بقدر الإنجازات العظيمة, حتى لهؤلاء الذين كانوا على قمة ال 10 الآف لم يكن لدينا أي علم بأن أكثر من 7% من هؤلاء قد توظف بالفعل في جامعات بحثية رئيسية .لم يكن لدينا علم أن الكثير منهم ستدعمهم منح أو مجالس إدارات مؤسسات كبرى أو شركات قانونية رئيسية.
لم يكن الأمر دائما سهلا ,ولكن الطلبة الموهوبون كانوا دائما ما يتقنون المعلومات الجديدة بسرعة ,بينما لم تكن المدارس تجاري قدراتهم ولاحظ الباحثون أن المعلمين دائما ما يركزون على بطيئي التعلم بدلا من النابغين والموهوبين.وهذه وصفة سهلة وسريعة للإحباطوضعف الأداء .واقترحت تحليلات أخرى ل (سيمبي) أن الأطفال الموهوبون عقليا لا يحققون المتوقع منهم دون تحدي قدراتهم بمواد أكثر صعوبة.
على سبيل المثال,الطلبة الموهوبون الذين يحصلون على جرعة أعلى وأدسم من الأنشطة التعليمية في العلوم والتكنولوجيا - مثل فصول ال AP الحصول على دورات في الكليات أثناء المرحلة الثانوية ,أو المشاركة في معارض العلوم ) هؤلاء لديهم فرصة الحصول على شهادة دكتوراة والتوظف في مجالات العلوم والتكنولوجيا خلال الثلاثين من عمرهم مرتين أكثر من هؤلاء الذين حصلوا على قدر أقل من الأنشطة .في هذه الأثناء ,أظهرت دراسة نشرت في العام الماضي تمكن لوبينسكي وفريقه من تتبع مسار 1.020 تلميذا كانوا قد أحرزوا تقدما في الرياضيات و في مقارنة هؤلاء الذين تخطوا سنة دراسية وهؤلاء الذين أحرزوا الدرجة النهائية .كتب أحد الباحثين :"في كل مقارنة على مستوى كل مجموعة نسبة كبيرة ممن تخطوا سنة دراسية إلى الأعلى منها في اختباراتهم حصلوا على درجات دكتوراة لاحقا في مجال العلوم والتكنولوجيا , أو نشرت لهم أبحاث في المجال نفسه كما حصلوا على براءات اختراع.
ومازال الطلبة الموهوبون يحرزون تقدما فوق المستوى المعتاد رغم فقدهم لفرص تعليمية متسارعة ولكنهم لم يحرزوا المتوقع منهم لاحقا في الحياة .
وقال لوبينسكي أن في ذلك هدر وفقد كبير للمواهب.
درس لكل المدارس :
تقدم سيمبيSMPY دروسا مهمة
ليس فقط للأذكياء بشكل استثنائي وإنما لجميع التلاميذ : وكما يقول لوبينسكي
:"فالأطفال يتعلمون بصورة أفضل من
منهج يساير قدراتهم ويتوافق مع عمق مستواهم التعليمي ,لو كان المنهج أسرع من
مستواهم سيحبطون ولو كان سير المنهج أبطأ
سيملون .مقاس واحد موحد للمنهج لن يناسب الجميع.يتنوع التلاميذ بشكل واسع حسب سرعة
تعلمهم حتى بين ال1% الفائقين الموهوبين
ثقافيا ."
نظام المدارس العامة بشكل عام لا يتبنى استراتيجيات تعليمية متسارعة.تخطي الأطفال لعام دراسي ليس حلا مثاليا لأن النابغين الصغار قد لا يكونون على استعداد للاندماج اجتماعيا وعاطفيا مع تلاميذ أكبر منهم سنا .وأبدى البعض قلقه عن الضرر طويل الأثر المتمثل في تعرض الطفل لمضايقات أو عن صعوبة تكوين صداقات . وذكر لوبينسكي أنه على الرغم من ذلك أظهر احصاء أجرته سيمبيSMPY على المشاركين من الشريحة العمرية 33 عاما عدم رفضالمستهدفين بالدراسة لتفويت صف دراسي في المدرسة الثانوية أو حتى المشاركة في أنشطة لتسريع تعليمهم .تفويت صف دراسي يعتبر جيدا لأطفال بعينهم وهم المميزون في كل المواد الدراسية والناضجون بدرجة كافية تعينهم على ذلك ولكن إذا كان الطفل بالغ الذكاء في الرياضيات ومتوسط في باقي المواد فهناك اختيارات أخرى لتسريع ذلك .
نظام المدارس العامة بشكل عام لا يتبنى استراتيجيات تعليمية متسارعة.تخطي الأطفال لعام دراسي ليس حلا مثاليا لأن النابغين الصغار قد لا يكونون على استعداد للاندماج اجتماعيا وعاطفيا مع تلاميذ أكبر منهم سنا .وأبدى البعض قلقه عن الضرر طويل الأثر المتمثل في تعرض الطفل لمضايقات أو عن صعوبة تكوين صداقات . وذكر لوبينسكي أنه على الرغم من ذلك أظهر احصاء أجرته سيمبيSMPY على المشاركين من الشريحة العمرية 33 عاما عدم رفضالمستهدفين بالدراسة لتفويت صف دراسي في المدرسة الثانوية أو حتى المشاركة في أنشطة لتسريع تعليمهم .تفويت صف دراسي يعتبر جيدا لأطفال بعينهم وهم المميزون في كل المواد الدراسية والناضجون بدرجة كافية تعينهم على ذلك ولكن إذا كان الطفل بالغ الذكاء في الرياضيات ومتوسط في باقي المواد فهناك اختيارات أخرى لتسريع ذلك .
تعد فرص التعليم المتصاعد (خلاصا حقيقيا
)للتلاميذ الموهوبين الذين يشعرون بملل في المدرسة .وكما قالت جويس فان تاسيلباسكا,بروفيسور التعليم المتقاعد في كلية ويليام
ماري :إنهم لا يتطلعون لأي شيء .وأضافت جويس أن برامج الصيف السريعة في المناطق السكنية تعد المكان الأول الذي
يلتقي فيه الأطفال اللامعون بأصدقاء والمرة الأولى التي يتعرضون فيها لتحد لنظامهم
الأكاديمي .
لكن الدعم الحكومي
لبرامج الأطفال الموهوبين في الولايات المتحدة غير كاف, وبشكل غير مفهوم فإن الدعم
الحكومي دائما ما يوجه للطلاب الذين يعانونمن صعوبات التعلم ,وبينما تستحق برامج التعليم الخاصة لكل بنس فإن الأطفال الموهوبين يتم
خداعهم بتعليم غير مناسب لقدراتهم كما تقول جويس "عندما نفشل في تعيين ودعم
التلاميذ ذوي القدرات العالية فإننا كمن يطلق الرصاص على قدمه"
وأضافت جويس :لدى دول أخرى –في شرق آسيا مثلا – صورة واضحة عن توفير برامج خاصة بالأطفال الموهوبين كجزء من مهامهم الوطنية .
وأضافت جويس :لدى دول أخرى –في شرق آسيا مثلا – صورة واضحة عن توفير برامج خاصة بالأطفال الموهوبين كجزء من مهامهم الوطنية .
وكما يشير
لوبينسكي :"في الاقتصاد التنافسي العالمي اليوم ,علينا أن ننمي ثروتنا
البشرية الاستثنائية ,على الرغم من أن سيمبي أظهرت أنه بالإمكان العثور على أولئك
الحاذقين الصغار في الرياضيات ومهارات التحدث والذين يكونون أجدر بتحقيق أعمال
عظيمة في المستقبل ,إلا أن لوبينسكي لاحظ أن الولايات المتحدة لا تبذل المجهود
الكاف لتمييز والتعرف على هؤلاء الأطفال البارعين في القدرة على التخيل الذهني -
وهي مهارة مهمة للمخترعين والمعماريين وأطباء الأسنان وجراحي العظام .مثل هؤلاء
الأطفال الموهوبين (فضائيا) ينجذبون نحو متاجر المعدن أو دروس اقتصاديات المنزل ,ولكنهم لا يحصلون
على دورات المعامل الميكانيكية المتطورة التي تعينهم على الإقلاع .وكنتيجة لذلك
يذكر لوبينسكي أننا نفقد توماس إيديسون وهنري فورد الجديدين
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق