الخميس، 12 أبريل 2012

12 سببا يغريانك بتعليم أطفالك منزليا

 
بقلم (ليزا نيلسن)[1]

لقد عملت مدرسة ومديرة لمدرسة عامة لأكثر من عقد من الزمان، ولذلك ربما أدهشك أن تعرف أنني حينما يسألني الأبوان عن نصيحتي بخصوص التعليم فإنني عادة ما أنصحهما أن يسمحا للأولاد بالتعلم في المنزل وترك المدرسة.  صحيح أن التعليم المدرسي يتم تطويره وتعديله، ولكن هذه التطويرات بطيئة وكثيرا ما تكون بلا فائدة عملية.  يجب على الأبوين أن يفعلا ما هو في صالح أولادهما فورا ولا ينتظران حتى تتحسن المدرسة.

بالنسبة لبعض الآباء، ربما كان هذا يعني العمل بجد مع المدرسة ومحاولة التكيف مع الوضع لتلبية احتياجات الأطفال، ولكن للأسف معظم المدارس تعتمد على نظام جامد لا يعترف بحق التلاميذ في تعديل التعليم وفقا لما يحبونه أو يجيدونه.  بالنسبة لهؤلاء الآباء فإن الاختيار الأفضل هو أن يدعوا المدرسة وراء ظهورهم، ويدعموا الأولاد ويعطونهم الحرية ليتعلموا ما يريدون بالطريقة المناسبة لهم.

وها هي اثني عشر سببا تدعو الآباء لترك المدرسة والتخلي عنها إذا كان أولادهم لا يجدون فيها النجاح المناسب لهم ولا السعادة المطلوبة.

1- التعليم يجب أن يكون موائما للطفل وليس قالبا موحدا.

   في المدرسة يكون التعليم عملية قياسية موحدة على الجميع. ويفعلون ذلك اتباعا لآخرين يزعمون أن هذا هو الأحسن
   في التعليم المنزلي، يتم تكييف التعليم وتعديله بحيث يناسب ما يراه الأبوين والطفل أنفسهم أنه هو الأحسن

2- اجعل زملائك هم من تفضل صحبتهم, لا من يشاركونك فقط في تاريخ الميلاد.

   في المدرسة يتم تقسيم الأولاد على أساس "تاريخ الانتاج" !
   في التعليم المنزلي يمكنك أن تختار أن تكون ملازما لمن تحب صحبتهم وتتوافق معهم.

3- الحرية في اختيار أدوات التعلم.

●  في المدرسة عادة ما يتم منع الأولاد من استخدام الأدوات التي يفضلون التعلم بها (مثل الهاتف المحمول) [2]
   في التعليم المنزلي يتعلم الأطفال بالأدوات التي يختارونها، وهذا بالنسبة لكثير من الأطفال يفتح أبوابا على التكنولوجيا، بينما تحكم المدرسة إغلاق هذه الأبواب.

4- تواصل مع من يشاركونك اهتماماتك, وليس فقط من يشاركونك في المنطقة السكنية.

   في المدرسة نادرا ما يجد التلاميذ الفرصة للتواصل اجتماعيا، وحتى حين يجدون الفرصة فإن ذلك يكون محصورا على الذين يشاركونهم السنة الدراسية و منطقة السكن.
   في التعليم المنزلي يجد الأولاد الفرصة للتواصل بشكل واسع، وعمل اتصالات وصلات دولية ليس فقط مع من هم في عمرهم، ولكن أيضا مع من يشاركونهم مواهبهم وهواياتهم واهتماماتهم.

5- مقاييس النجاح الواقعية أفضل من فقاعات الامتحانات.

   في المدرسة نقيس نجاح التلاميذ بما حققوه من درجات في الامتحانات التي تكون كالفقاقيع تأتي في مواسم وتغيب بعدها طويلا.
   في التعليم المنزلي نقيس نجاح الأطفال بما حققوه في المجالات التي تعنيهم وبذلوا فيها جهدهم. بعض المراهقين مثل (لياه ميلر) قاموا بوضع خطة النجاح الشخصية لهم بأنفسهم (انظروا خطتها في هذا الرابط ) فهي قد قامت بتحديد أهدافها ثم بعدها تقوم بتقييم نجاحها في تحقيق هذه الأهداف.

6- لا تكتفي بالقراءة عن الأشياء بل قم بتنفيذها.

   في المدرسة يتم إجبار التلاميذ على الجلوس طوال اليوم على مكاتبهم، حيث يمضون الوقت في القراءة والإجابة عن الأسئلة حول الأشياء التي يفعلها أناس آخرون
   في التعليم المنزلي لا يحتاج الأطفال لتمضية الوقت في القراءة والكتابة عن أفعال غيرهم، حيث يمكنهم أن يقوموا هم بأعمال خاصة بهم.

7- سافر في أي وقت تريد.

   في المدرسة، يجبرونك على اختيار أوقات معينة لقضاء الإجازات والنزهات مع عائلتك، وتجد نفسك متجها إلى أماكن مزدحمة بمن هم في مثل ظروفك.
   في التعليم المنزلي، تستطيع العائلة أن تقرر أنسب الأوقات للسفر في إجازة، ويمكنهم أيضا أن يوفروا نقودا لو سافروا في غير المواسم المزدحمة.

8- أنت أكثر من مجرد رقم.

   في المدرسة لا يظهر من نتائج لعمل التلاميذ و مجهوداتهم إلا مجموعة من الأرقام والرسوم البيانية تبعثها الإدارة للمنزل في صورة شهادة شهرية أو تقرير كئيب.
   في التعليم المنزلي عادة ما يقوم الأطفال بعمل معارض لجهودهم، وتحتوي هذه المعارض ما حققوه وتكون بمثابة احتفال بالتعليم ونواتجه. صحيح أن هذا يمكن أن يتم عمله في المدرسة ، ولكنه نادرا ما يحدث، لأن الوقت المحدد لتقييم أداء الأولاد غالبا ما يكون قليلا نظرا لقلة الوقت المخصص لتقييم أداء الأولاد والتأمل فيه بالنسبة لوقت التعليم والتدريس في المدرسة .

9- قم بعمل ما تشعر بقيمته.

   في المدرسة غالبا ما يقوم الأولاد بعمل تمرينات وأنشطة يريد لهم آخرون أن يقوموا بها من أجل أهداف عند هؤلاء الآخرين.
   في التعليم المنزلي يتفاعل الأولاد مع أنشطة وتمرينات ذات معنى بالنسبة لهم ويقومون بالمشاركة في تحديدها ويحسون بأهميتها.

10- للاستقلالية قيمة أكبر من التبعية.

   في المدرسة يتعود التلاميذ على الاعتماد على الآخرين ليخبرونهم بما يفعلون وفي أي وقت يفعلونه, ويمضي التلاميذ أوقاتهم كعمال مطيعين و لا يتم تشجيعهم على توجيه الأسئلة عن نظام التعليم أو مواجهة التسلط أو مساءلة السلطة.
   في التعليم المنزلي يتم تشجيع الأولاد على الاستكشاف، والتعرف على الجديد، ويتم تنمية مهاراتهم ومواهبهم، وتعطى لهم الحرية للعمل بتركيز وعمق في مجالات اهتماماتهم. وبذلك يتعلم الأطفال كيف يطلبون العلم بشكل استقلالي ، لأنهم يرغبون في التعلم ويهتمون بالموضوع الذي يدرسونه، وليس لأنهم مأمورون بتعلمه من أحد.

11- لن تضطر لتضييع الوقت في التحضير للامتحانات التقليدية.

   في المدرسة ينفق المدرسون والتلاميذ نسبة كبيرة من الوقت في التحضير للامتحانات، تلك الامتحانات التي غالبا ما يكون تأثيرها طفيفا على حياة التلاميذ في الحياة الواقعية. آخر امتحان امتحنته أنا كان منذ أكثر من عشر سنوات، فماذا عنك؟
   في التعليم المنزلي يمتلك الأولاد الحرية ويصبح بإمكانهم التمتع بالتعليم بدون حمل عبء الامتحانات أو ضغطها العصبي. بالرغم أن الكثير من الآباء والأطفال قد تم تمرينهم ليعتقدوا أن الامتحانات هي "شر لابد منه" في المدرسة، إلا أن الكثيرين من الأطفال يمتلكون الحرية ليتعلموا بدون أخذ هذه الامتحانات، ويكون أداؤهم جيدا ويمكنهم أن يستكشفوا ما يحبونه من علوم حين يكبرون. تشرح (كاتي فريدريكس) 4 -المتعلمة "لا مدرسيا" – في مقال[5] لها كيف يمكن أن نتعلم بنجاح بدون الحاجة لأخذ الامتحانات.

12- لا مزيد من التمارين والواجبات التي لا معنى لها.

   في المدرسة عادة ما يشتكي التلاميذ كيف أنهم مجبرون على عمل واجبات لا معنى لها بالنسبة لهم، وأن التقارير التي يقدمونها لا تحمل معنى حقيقي في الحياة ولا تقدم لجمهور حقيقي مهتم بالموضوع، وفي الحقيقة , فإن هذه التقارير والواجبات تقوم بإفراغ التعليم من المتعة فيه. لو فكرنا في الأمر، فمتى كانت آخر مرة قرأت فيها كتابا جيدا أعجبك فكان ما خطر لك هو "ياه ما أفضل هذا الكتاب، كم أحب أن أكتب عنه تقريرا!"
   في التعليم المنزلي يمكن للأطفال أن يقوموا بعمل واجبات ذات معنى ويشعرون بقيمتها، فمثلا لو قرأوا كتابا وأعجبهم، ربما كان واجبهم هو الدخول على الانترنت ومناقشة هذا الكتاب مع آخرين قاموا  [6] بقراءته، أو أن يكتبوا مقالا يلخص رأيهم في الكتاب وينشرونه على موقع (أمازون) في صفحة هذا الكتاب. ولو أرادوا تعلم أي موضوع، فعالم بلا حدود من المعرفة موجود عند أطراف أصابعهم (عالم ربما كان مغلقا على كثير من تلاميذ المدرسة).

لقد انتبه كثير من الجيل الجديد من الآباء [7] إلى حقيقة أن التعليم بصورته الحالية المبنية على الفكر الصناعي والانتاج بالجملة، هذا التعليم الجامد يقوم بتحضير أولادنا لعالم لم يعد له وجود في الزمن الحالي. لقد انتبهوا وأدركوا أنه التلاميذ الذين يتم تدريسهم بطريقة أثرية تقوم على المدرس والتلاميذ الجالسين في الصف ، هؤلاء التلاميذ سينتهي بهم الحال مع هؤلاء الشباب الذين يحتلون شارع (وول ستريت) [8]أو إلى وضع أسوأ من
 هذا[9]
ولكن هناك دائما الاختيار البديل. الأسر التي تقوم بالتعليم المنزلي سيكبر أولادهم ليصبحوا أفرادا ناضجين يعرفون كيف يأخذون بزمام تعليم أنفسهم وبزمام حياتهم عموما، هؤلاء سيكون عندهم القدرة والكفاءة ليحصلوا على النتائج والنجاح في حياتهم وأعمالهم.

المقال الأصلي
للمزيد من الترجمات النافعة , زوروا صفحتنا (ترجمني شكرا) 



[4] Kate Fridkis
[9] تشير كاتبة المقال إلى الشباب الذين قاموا بالاعتصام في المنطقة التجارية (وول ستريت) احتجاجا على تردي الحالة الاقتصادية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق