السبت، 14 أبريل 2012

12 طريقة محببة لتنمية قدرة طفلك على الإبداع


بقلم (بروس سالان)[1]

يقال أن الأطفال بطبعهم مبدعون و ربما كان هذا حقيقيا, ولكن لازالت هناك الكثير من الطرق التي تستثير وتشجع القدرات الإبداعية عند الأطفال.

إن المفتاح الأساسي هو أن نحسن استغلال كل فرصة متاحة لنعطي لأولادنا الفرصة لإشباع رغباتهم الإبداعية. إن هذا ربما يكون في صورة بسيطة مثل أن تغني معهم أغنية, أو أن تحيطهم بألعاب الإبداع والأنشطة الإبداعية, أو فقط من خلال قصة ما قبل النوم.

قام ثلاثتنا[2]  (بروس سالان) و (بيج فيتزباتريك) و (بول بيدرمان) بإعمال عقولنا معا مع سنوات من خبراتنا من أجل أن نقدم لك أفضل اثنتي عشرة طريقة وأكثرها تحببا من أجل تفجير طاقة أطفالك الإبداعية.

1- اقرأ لأطفالك

نعم, ربما كان هذا يبدو بسيطا, ولكنه فعال. من بين المئات من الكتب, فإنني أقوم حرفيا بقراءة أول ثلاثة كتب من (هاري بوتر) بالكامل لأولادي. كان هذا حين صدرت هذه الكتب حديثا, فهذه الكتب تمثل رحلة من المرح. لقد وجدت أن كل من ولديّ الاثنين قد بدأ يقرأ من تلقاء نفسه في مرحلة الحضانة بدون أن أدربه على القراءة, ولا أحد يدري هل هذا بسبب تعودي على القراءة لهما من صغرهما أم لا, ولكنني واثق أن قراءتي لهما قد غرست في داخلهما الحب للقراءة وللكتب, وهذا الحب لا يمكن أن يؤدي إلا للإبداع.

2- اذهب في رحلات خلوية مع أسرتك

إن المدارس ترسل التلاميذ في رحلات, ولكن يجب أن يكون لأسرتك رحلاتها. خذ أبناءك إلى أماكن مثيرة للاهتمام مثل معسكرات الجيش, أو مزرعة لتوليد الطاقة بالرياح, أو لمتاحف مثيرة و غير تقليدية, أو لأي مكان طبيعي, و حاول أن تجدد في اختياراتك. إذا أمكنك أن تأخذ أولادك في رحلات دورية لأماكن جبلية أو محميات طبيعية فيفضل أن تفعل ذلك. حاول أن تعرّف أولادك على ثقافات أخرى, وخذهم إلى المهرجانات والأسواق الريفية و المناسبات المختلفة.

3- ابنوا شيئا معا

ربما ليست عندي مهارات يدوية كثيرة, ولكنني أذكر جيدا أن من أجمل ذكرياتي أنني ساعدت ولدي الأصغر في تكملة تركيب مشروع من (الليجو)[3]. لقد سهر وقتا طويلا, ثم جاء إلى حجرتي وهو يبكي بحرارة لأنه لم يستطع أن يفهم كيف يركب القطع ويكمل الشكل المطلوب. في ذلك الوقت كنت منشغلا جدا بمشروع في عملي, ولكنني أخذت قرارا محوريا حين توقفت عن تكملة عملي واخترت أن أقضي مع ولدي وقتا طويلا حين احتاج ولدي لذلك. وأخيرا وبعد جهد طويل أكملنا المشروع بصورة صحيحة, وبالرغم من إرهاقنا, إلا أننا كنا سعداء جدا.

4- ازرعوا نباتا, وراقبوه وهو ينمو

مرة أخرى, ربما كان النشاط البسيط هو ما يحرك المشاعر ويظهر إبداع طفلك. ازرع حديقة من الأعشاب والخضروات, وبعض أشجار الفاكهة إن أمكن. اعتن بهذه النباتات مع أولادك, وراقبوا كيف تنمو النباتات الطبيعية, وتعلموا من نموها كيف تمضي الحياة.

5- اذهب إلى المعارض والمتاحف

إن المعارض والمتاحف تمثل مأدبة ثقافية مقدمة في صورة بصرية. بالتردد على المعارض المتنوعة فإنك تخلق عند طفلك الرغبة في الحوار, وتنشط نمو خلايا مخه. من الممتع أن تناقش الفنون مع أولادك, فربما خطر على أذهانهم المتفتحة النشطة مالم يخطر ببال الكبار. يتمتع الأولاد بنقاء النظرة , ورأيهم بخصوص الألوان والخطوط ومواضيع الأعمال الفنية ربما أفاد في توسعة أفق الجميع. والمتاحف كذلك تمتليء بالكثير من الخبرات والمغامرات, فالعلم يتم تعلمه بأفضل شكل من خلال الممارسة والتجربة, وتنمو هذه التجارب مع الطفل ويتمتع بها عبر الزمن.

6- العبوا ألعابا مع أطفالكم

أن وقت العشاء ليس فقط أفضل وقت للحديث, ولكنه أيضا أفضل وقت للتعلم. فحول المائدة يمكننا أن نمرح ونتمتع بألعاب كثيرة. لقد لاعبت أسرتي ألعابا كثيرة مثل "كلمات حول العالم" أو ألعاب الهجاء أو الألعاب الحسابية. كانت لعبة "كلمات حول العالم" تتكون من تبادل الأدوار حيث يقوم كل شخص بذكر كلمة ومعناها من لغة أخرى مثل الصينية أو اليابانية أو الروسية أو الفرنسية وهكذا, لم نكن نقول جملا طويلة ,ولكنها كلمات بسيطة وممتعة. وبالرغم من أولادي قد كبروا في العمر, ولكننا لازلنا نستمتع بهذه الألعاب من وقت لآخر حينما يتسع لنا الوقت.

7- استغل أنشطة المدرسة الجانبية (الأنشطة خارج المنهج)

كان ولدي الأكثر ضعفا في مادة الرياضيات قد حضر برنامج تدريبي على الرياضيات مع مدرس ممتاز, وقد استمتع بالبرنامج كثيرا, ثم اشترك في نادي محبي الرياضيات وأحبه كثيرا أيضا. حاول أن تشجع أولادك على الاستفادة من برامج وأنشطة القراءة واللغات الأجنبية والمسرحيات وغيرها من أنشطة المدرسة. وحتى لو كان عندك طفلا خجولا, فربما شجعه أن يساعد في إعداد ديكور المسرحية أو المساعدة في الكواليس. إن العمل مع مجموعة من أجل إنتاج شيء ما يمثل خبرة رائعة لطفلك.

8- قم أنت نفسك بأمور إبداعية

يتعلم الأطفال أفضل دروسهم وأكثرها تأثيرا من خلال مراقبتك ومشاهدة تصرفاتك, أكثر بكثير من استماعهم لما تقول لهم. اجعل من إبداعيتك مصدر إلهام لأولادك, شاركهم معك في الرسم أو صنع الكعك, واجعل لهم ركنا خاصا بهم في حجرة صناعاتك. يقوم الأولاد بتقليد تصرفات أسرهم , و يهضمون تصرفات الأسرة اليومية في أنشطتها. أعط أولادك السعادة من خلال مشاركتهم لك في أعمالك الإبداعية واسمح لهم بمشاهدتك وأنت تبدع.

9- قم بالرسم مع أطفالك

مشاهدة أطفالك وهم يرسمون و امتداح رسوماتهم أمر حسن, ولكن الأحسن منه أن تجلس معهم على الأرض وتقوموا بالرسم سويا, وبذلك تخرج منهم أفضل إبداعاتهم. ويمكنك أن تحول الرسم إلى لعبة طريفة, مثلا يمكنك أن تطبق الورقة إلى عدة أقسام ويقوم كل فرد برسم جزء مستقلا عن الآخرين , ثم نفرد الورقة فتصبح عندنا لوحة فنية سريالية تماما ! وربما أدهشك كيف يبدو كل جزء مختلفا عن الأجزاء الأخرى, ولكنهم جميعا غي نفس الوقت جزء من نفس اللوحة.

10- استغل ميولهم الصوتية

اشتر لهم ألعابا منذ الصغر تصدر أصواتا جذابة لهم, وقم بعمل قائمة من الأناشيد المحببة لهم, فبعض الأولاد يكون لهم مواهب صوتية سماعية, وهذه المصادر تساعدهم على الإبداع في استغلال هذه المواهب. يمكنك أن تعودهم على الاستماع للراديو أو غيرها من وسائل التعلم بالاستماع.

11- كلمة واحدة: الليجو

اشتر الكثير من ألعاب (الليجو) وقطعها المختلفة. ولا أقصد القطع المبهرجة التي فيها أجزاء ميكانيكية وروبوتات, ولكني أقصد ألعاب (الليجو) العادية التي تتصل لتبني بها أشكالا متعددة. إنني أعتقد أن (الليجو) يعطي الأولاد تحديا عقليا وإبداعيا مذهلا, حيث يطلب منهم أن يصنعوا شكلا متكاملا من لا شيء, ويساعدهم على تخيل فكرة ما وهي تتطور وتكبر بمرور الوقت وبالجهد, حتى تصبح في الواقع أفضل مما تخيلوه عند البداية وأكبر. بالنسبة لي فإن هذا أكثر إثارة وتشويقا من مجرد رص قطع البازل من أجل تشكيل صورة مطبوعة بالفعل على صندوق اللعبة. لقد تمتعت بهذه اللعبة في طفولتي وأنا في الخامسة تقريبا, ولكنني انشغلت عنها بعد ذلك. ولكن حينما صار عندي أطفال, عاد (الليجو) إلى حياتنا ولم يخرج منها منذ ذلك الحين. إنها لعبة مذهلة وتفجر الإبداع في كل الناس تقريبا.

12- علم أولادك أن "يبصروا"

انظر مع أولادك وتفحصوا الأشياء, قم بعرض صور جيدة التصميم على أولادك, وكذلك المنسوجات المتقنة, والأوراق المنحوتة أو المجسمات أو غيرها من صور التصميم الجيد. ادرس معهم أعمالا قصصية مميزة, من انتاج مشاهير القصص المصورة. علمهم كيفية التفكير بصورة نقدية وهم يشاهدون الأفلام, والفت انتباههم إلى التلميحات في المشاهد المختلفة. خذهم في نزهة بالسيارة على الطرق الريفية, والفت أنظارهم إلى المشاهد المميزة مثل السحاب الذي يتخذ أشكالا عجيبة, أو فروع الأشجار أو أكوام الرمال, أو حتى سقوط الضوء على مبنى ما بطريقة مثيرة للانتباه. كل هذه الأنشطة هي فرص تعليمية, لتدربهم على الانتباه والملاحظة وتقدير التفاصيل المختلفة, وتخيل الاحتمالات, ولهذا يجب أن تبصروا معا .

هناك الكثير من الطرق لتفجير الإبداع في نفوس أولادنا, ولكن هذه الأفكار مجرد مقترحات تمثل جزءا منها. يختلف الأطفال بعضهم عن بعض, وما يجعل طفلا مهتما ومبدعا قد لا يحرك طفلا آخر.

أحيانا يكون أصعب جزء هو التخلي عن غريزة الأبوة الزائدة, فبدلا من أن تخبر أبناءك بما تظنه الأفضل بالنسبة لهم بناءا على ما ترى أنه مجال موهبتهم, ربما يجب أن تستمع لهم وتترك لهم مجالا واسعا للاختيار وللتعرف على مواهبهم. فكلما زاد اهتمامهم بشيء وكانوا موهوبين فيه كلما أعطوه وقتا وجهدا وصاروا أكثر مهارة فيه, وأكثر إبداعا.


المقال الأصلي
للمزيد من الترجمات النافعة , زوروا صفحتنا (ترجمني شكرا)





[2] Bruce Sallan, Peg Fitzpatrick, and Paul Biedermann

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق