الجمعة، 20 أبريل 2012

كيف تعلم طفلك التحكم في النفس

حينما ينغمس الأطفال في اللهو في متجر مزدحم, أو في مطعم في الإجازة وأنت مع عائلة أخرى, أو في البيت, فربما يسبب لك هذا حرجا بالغا أو ضيقا. ولكن يمكن للأبوين أن يساعدا الأطفال على تعلم التحكم في النفس, وكيف يتصرفون في مختلف المواقف دون الاستسلام لنزواتهم.
إن تعليم مهارة التحكم في النفس هو من أهم ما يقدمه الأبوين للأبناء, لأنها من أهم مهارات النجاح في الحياة لاحقا.

مساعدة الأطفال على تعلم التحكم في النفس

عندما يتعلمون التحكم في أنفسهم, يمكن للأطفال أن يقوموا باتخاذ قرارات صائبة, وأن يستجيبوا جيدا في المواقف الطارئة, بحيث يخرجون بنتائج إيجابية.
مثلا, لو قلت لهم أنك لن تعطيهم الحلوى إلا بعد تناول العشاء, ربما يبكى الطفل أو يصرخ على أمل أن تستسلم لرغبته. ولكن بتعليم الطفل التحكم في النفس, سيمكنه إدراك أن نوبات الغضب والصراخ تعني أنك ستحرمه من الحلوى تماما وليس فقط حتى ينتهي من طعامه ولذلك فإن من الأفضل أن ينتظر بصبر حتى تعطيه الحلوى في موعدها.

وها هي بعض التدريبات المقترحة لتساعد طفلك على تعلم التحكم في النفس

طفلك حتى سن الثانية

الأطفال الرضع والصغار غالبا ما يصابون بالغيظ نتيجة الفارق بين ما يريدون عمله وما يقدرون عليه فعليا, وغالبا ما يؤدى هذا الفارق إلى نوبات الغضب والصراخ. حاول أن تمنع هذه الثورات عن طريق تشتيت انتباههم بالألعاب والأنشطة الأخرى بعيدا عما يتعلق به طفلك.

من سن الثالثة وحتى الخامسة

يمكنك أن تواصل استخدام طريقة الإلهاء والتشتيت, ولكن يفضل أن تترك فسحة من الوقت قبل البدء بالنشاط الملهي مع طفلك, وحتى تعطيه فرصة ليهدأ. هذا الانتظار يساعد طفلك على الإحساس بمعنى التحكم في النفس, وقم بمدح طفلك حينما ينجح في السيطرة على نفسه في المواقف المثيرة للانفعال أو المواقف الصعبة عليه.

من سن السادسة وحتى التاسعة

حين يلتحق الأولاد بالمدرسة, يصبح عندهم فكرة أفضل عن عواقب أفعالهم, وعن الفرق بين السلوك الجيد والسيء. في هذا العمر ربما يساعده أن تنصحه بتخيل علامة "توقف" في ذهنه قبل القيام بتصرف لا يليق. كذلك يمكنك أن تشجع طفلك على الانصراف بعيدا عن المواقف المثيرة للغيظ قبل أن ينفجر في نوبة غضب.

من سن العاشرة وحتى الثانية عشرة سنة

يستوعب الأطفال الأكبر سنا مشاعرهم بصورة أفضل في المعتاد. ولذلك ينبغي تشجيعهم على التفكير في الأسباب التي تجعلهم يفقدون أعصابهم, وتحليل هذه الأسباب. اشرح لهم أنه في بعض المواقف التي تضايقهم في أول الأمر, ربما ينتهي الحال إلى أنها ليست مواقف بهذا السوء. وقم بمناشدة أطفالك أن يأخذوا وقتهم في التفكير قبل القيام برد فعل في أي موقف.

من سن الثالثة عشرة وحتى السابعة عشرة

في هذا العمر يفترض أن يكون الأبناء قادرين على التحكم في أغلب تصرفاتهم. ولكن ينبغي دوما أن تذكر المراهقين بضرورة التفكير في العواقب على المدى البعيد. قم بمناشدتهم لكي يقوموا بوزن المواقف والتصرفات قبل القيام برد فعل ما, وحاول أن تعلمهم أن يحلوا مشاكلهم من خلال الحوار بدلا من انفلات الأعصاب, وخبط الأبواب, والصراخ. ولو لزم الأمر, قم بتأديب طفلك المراهق عن طريق حرمانه من بعض مميزاته من أجل ترسيخ معنى أن التحكم في النفس مهارة مهمة له.

حين يخرج الأولاد عن السيطرة

برغم من صعوبة ذلك, ولكن ينبغي أن تقاوم رغبتك في الصراخ في أبنائك وأنت تقوم بتوجيههم. بدلا من ذلك, كن حازما, وواثقا من موقفك, وتحدث بصيغة الأمر الواقع. في خلال نوبة غضب أطفالك , كن هادئا, واشرح لهم أن الصراخ, والثورة, وخبط الأبواب, كلها تصرفات غير مقبولة, ولها عواقب عليهم, وقم بذكر هذه العواقب لهم.

ستظهر تصرفاتك للأطفال أنهم لن يربحوا بثورات الغضب. مثلا: لو أن طفلك ثار في داخل محل البقالة بعدما قلت له لماذا لن تشتري له حلوى, فلا تستسلم لثورته, وبهذا تبين له عمليا أن الثورات هي أمر غير مقبول وغير مجدي.
أيضا, ينبغي أن تتحاور مع مدرسي أطفالك في المدرسة عن قواعد الحصة, والتصرفات المقبولة في المدرسة. حاول أن تسألهم إذا كانوا يعلمونهم مهارات لحل المشاكل ويعرضون عليهم طرق التعامل مع المشاكل المختلفة أم لا.

وأخيرا, كن أنت مثالا للتصرف الجيد وحسن التحكم في النفس. لو وجدت نفسك في موقف مثير للأعصاب في وجود أطفالك, اشرح لهم لماذا أنت مثار, وناقش معهم الحلول الممكنة للمشكلة. على سبيل المثال, لو فقدت مفاتيحك, بدلا من أن تثور وتتضايق, اشرح لأطفالك أن المفاتيح مفقودة, وابدأ في البحث معهم عن المفاتيح, ولو لم تعثروا عليها, ابدأ في الخطوات العملية التي تلي البحث (مثلا أعد المشي في الأماكن التي كنت فيها سابقا و مفاتيحك في يدك) أظهر لهم أن حسن التحكم في مشاعرك, والبحث عن حل للمشكلة هو السبيل للتعامل مع المواقف الصعبة.

لو واصلت مواجهة المشاكل, حاول الرجوع لطبيب الأسرة, فجلسات العلاج والاستشارة من الممكن أن تساعدك.

للمزيد من الترجمات النافعة , زوروا صفحتنا (ترجمني شكرا)

هناك تعليقان (2):