في
الشهر الأخير فقط، صدمتني يوميا قراءة الأخبار في الجرائد والتلفاز. و أغلب هذه الأخبار الفظيعة كانت تتعلق
بالمدارس العامة وحوادث فيها. ربما كان لدى كثيرين منا أسبابا عديدة للتوجه إلى
التعليم المنزلي، ولكن دعونا نتجول قليلا بين أخبار الشهر الماضي، ونحصي سويا عشرة
أسباب إضافية للتوجه للتعليم المنزلي.
1.
العنف في المدرسة
خبر: إطلاق النار في مدرسة في ولاية (أوهايو)
وحلقة جديدة من السلسلة القاتلة:[1]
في الشهر الماضي فقط حدثت في الولايات المتحدة أربع حوادث
اطلاق نار على التلاميذ في المدرسة على الأقل. ومن ضمنها الحادث القاتل في
(كليفلاند) بولاية (أوهايو) والذي أسفر عن مقتل تلميذ وإصابة أربعة آخرين قبل أن
يفر المراهق الذي أطلق النار من المبنى ، وقد ألقي القبض عليه بعدها بجانب سيارته
في الطريق العام.
2.
مشاكل التغذية
خبر: لحوم صناعية لوجبة الغداء المدرسية
ستنفق حكومة الولايات المتحدة الأمريكية 7 مليار دولار على
شراء لحوم مصنعة ومعالجة بالأمونيوم من أجل توزيعها على التلاميذ في وجبة الغداء
في المدرسة. الجدير بالذكر أن هذا النوع من اللحم يتم تصنيعه من بقايا اللحوم وبعض
الجلد والأنسجة البقرية، ثم يتم طحنها ومعالجتها بهيدروكسيد الأمونيوم لقتل الطفيليات
والبكتريا الضارة بها ثم يتم خلطها مع اللحم المفري العادي وتستخدم لصنع منتجات
اللحوم مثل الهامبرجر. يذكر أن هذا النوع
من اللحم تم رفض استخدامه من قبل مطاعم شهيرة مثل (ماكدونالدز) و (برجر كنج) بينما
تنوي الحكومة أن تشتري بما يساوي 7 مليار دولار منه لأطفال المدارس ، وهو ما يواجه
اعتراضات من الكثير من الخبراء ورجال الإعلام.
دراسة: فشل سياسة منع المشروبات الغازية في
المدارس [2]
بينت دراسة إحصائية أن سياسات المدارس التي منعت المشروبات
العالية السكرية من أجل الحد من سمنة الطلبة قد باءت بالفشل، وأن الأطفال لا
يزالون يستهلكون نفس الكميات تقريبا.
ولهذا توصي الدراسة المدارس ببدء سياسات وبرامج أكثر فاعلية بالتعاون مع
أولياء الأمور.
3.
الاستخدام المفرط
للتكنولوجيا
خبر: منطقة تعليمية في (تكساس) توزع أجهزة (آي
باد) بالآلاف [3]
في محاولة لنشر التكنولوجيا بين كل الطلبة، تقوم منطقة تعليمية
في (تكساس) بتوزيع الآلاف من أجهزة ال(آي باد) على الطلبة. وتنوي المنطقة أن توزع حوالي 25 ألف جهاز على
التلاميذ في خلال السنة القادمة. يذكر أن
استخدام هذه الأجهزة لم تتم دراسته بما يكفي، ولهذا فهذه الخطوة لا يمكن التنبؤ
بأثرها على العملية التعليمية.
خبر: اعتبار مقتل فتاة في شجار جريمة قتل عمد[5]
ما بدأ كشجار بين فتاتين أكبرهما في الحادية عشرة، انتهى
كجريمة قتل لقيت فيه فتاة مصرعها وهي في العاشرة من عمرها. وتقوم الشرطة
بتحقيقاتها من أجل تحويل القضية إلى المدعي العام. وقد أثارت الجريمة عاصفة من الهلع والذهول بين
أهالي المنطقة والتلاميذ في مدرسة الضحية.
خبر: فيلم وثائقي جديد يلقي الضوء على البلطجة
في المدرسة[6]
(البلطجي) فيلم
توثيقي يتابع حياة عدة تلاميذ من مراحل مختلفة في المدرسة، والمصاعب التي يتعرضون
لها. يقول مخرج الفيلم أنه استوحاه من
حواره مع طفل كان يشتكي أن الناس لا تنظر له أنه طبيعي، وأن زملاءه في المدرسة
يجعلون حياته صعبة. وقد لفت نظر المخرج أن
هذا الفتى لا يستمع له أحد ولا يحس بمشاكله من حوله، ولهذا قرر أن يخرج هذا الفيلم
توثيقا للمشكلة.
خبر: مراهقان يسكبان البنزين على ثالث ويشعلان
فيه النار في طريق عودته من المدرسة[7]
استوقف مراهقان في السادسة عشر فتى في الثالثة عشر في طريق
عودته من المدرسة، وسكبا عليه البنزين ثم أشعلا فيه النار، لينقل بعدها إلى
المستشفى حيث يعالج من حروق من الدرجة الأولى في وجهه وجسده. وتتوقع الشرطة –التي لازالت تبحث عن المجرمين-
أنها جريمة كراهية لأن المجرمين كانا من الزنوج و الضحية أبيض اللون.
5.
مشاكل في الامتحانات
خبر: مخاوف من امتحانات التجربة[8]
يصرح أحد المدرسين عن مخاوفه من امتحانات التجربة التي أمر
الناظر بإخضاع الأولاد لها، ففي الصف السادس يخوضون امتحان تجربة في اللغات عبارة
عن 114 سؤال في 26 صفحة، وامتحان رياضيات من 96 سؤال في 12 صفحة, وكذلك في الصفوف
الأخرى يحملون الأولاد فوق طاقتهم ويضيعون وقت التدريس في هذه الامتحانات
التجريبية التي فقط تعد الأولاد لمواجهة شكل الامتحان المحفوظ والمكرر والتعود
عليه وليس التعلم والعلم الحقيقيين وتحدي الأولاد وعقولهم.
خبر: سياسة الامتحانات المدرسية تدمر قدرات
الطلبة[9]
أثار عدد من المدرسين بالجامعات مناقشة حول مشكلة متكررة
تواجههم مع الطلبة المتفوقين والذين حصلوا على درجات جيدة في امتحانات المدرسة،
ولكنهم يواجهون صعوبات بالغة في الكتابة الحرة العادية وفي التعبير عن
أنفسهم. وأرجع هؤلاء الأساتذة السبب في
تلك الصعوبات إلى التعود التام منذ كان الطلبة في المدرسة على الامتحانات التي
تفرض نظاما معينا في الكتابة من أجل الإجابة عن السؤال في ورقة الامتحان، ولا
تمرنهم على التعبير عن أنفسهم كتابة.
6.
مدرسين بلا كفاءة
خبر: تدريبات عنيفة في مادة الحساب تتسبب في فصل
معلمة[10]
قامت إدارة مدرسة (ترينيداد)[11] الابتدائية بفصل معلمة قامت بإعطاء مسائل عنيفة كواجب للحساب يحله
الأطفال في المنزل. وكانت المعلمة قد
تجاهلت المنهج المدرسي وقامت بإعطاء الأولاد مسائل تحمل تفاصيل عنيفة (مثلا أحد
المسائل تتحدث عن نمر قام باصطياد أشخاص من عدة جنسيات ثم وضعهم في إناء
ليطبخهم!!) كواجب وهو ما أثار اعتراض الآباء وجعلهم يشتكون إلى الإدارة التي قامت
بفصل المعلمة.
7.
تصرفات غير أخلاقية
خبر: اعتراف مدرس بالتحرش جنسيا بطلبته[12]
اعترف مدرس سابق بمدرسة (ويست أورورا) بتحرشه بطالبتين في عامي
2010 و 2011، وتم الحكم عليه ب 12 عام في السجن. وقد اقتادوه من المحكمة وفي يديه
الأغلال بعد ثبوت الجريمة عليه واعترافه بها.
8.
سياسات غريبة
خبر: اختلافات حول "غرفة الصراخ" تحيل
الأمر إلى المحكمة[13]
أثار عدد من المحامين لغطا حول مدى استخدام غرفة معزولة للأطفال
المشاغبين، حيث تساءل المحامون حول الحالات التي توضع في هذه الغرف، ولأي مدى
تستخدم، وغيرها من الضوابط التي لا تفصح عنها المدارس، وتمت إحالة الأمر إلى
المحكمة لإصدار القوانين اللازمة لحماية الأطفال من مثل هذه الممارسات.
9.
مناهج مجنونة
خبر: هل تخاف من كتاب الرياضيات الخاص بطفلك، لك
الحق في هذا ![14]
ربما كان هناك سببا منطقيا لعدم قدرتك على حل مسائل الرياضيات
مع طفلك: لأن هذه المسائل فيها أخطاء! إن ضعف مراجعة وتقييم الكتب المدرسية قد سمح
بوجود الكثير من الأخطاء في المسائل التي في الكتاب، وهو ما يضع جهدا وضغطا على
طفلك.
10.
أخبار طيبة عن التعليم
المنزلي
خبر: اتجاه الامهات
المتعلمات والناجحات إلى التعليم المنزلي [15]
المزيد من الأمهات يضحين بوظائف ناجحة
من أجل التفرغ لتعليم أطفالهن بأنفسهن، والجدير بالملاحظة أن الأمهات التي اخترن
هذا هن من حاملات الشهادات الجامعية و كن صاحبات وظائف ناجحة في المحاماة
والحاسبات الآلية وغيرها من المجالات، ولديهن القدرة المادية على إلحاق الأولاد
بمدارس خاصة عالية المستوى –وغالية التكاليف كذلك- ولكنهن وجدن أن أفضل خبرة
تعليمية ممكنة هي ما يقدمنه بأنفسهن لأولادهن.
خبر: ازدياد عدد وتوزيع
المتعلمين منزليا[16]
تتجه المزيد من الأسر من خلفيات
ثقافية مختلفة إلى التعليم المنزلي، وتتنوع الأسباب من الرغبة في ملازمة الأبناء
إلى البحث عن تعليم أفضل لهم وحتى عدم الثقة أو الرضى عن التعليم المدرسي الحالي.
دراسة : أربعة أيام فقط
في المدرسة أسبوعيا تحسن الأداء[17]
أظهرت دراسة حديثة في ولاية
(كولورادو) أن قصر المدرسة على أربعة أيام أسبوعيا فقط قد أدى لتحسن ملحوظ في
مستوى الأولاد في القراءة والرياضيات. وحاليا تبنت أكثر من ثلث مدارس (كولورادو)
سياسة التعليم لأربعة أيام فقط اسبوعيا.
تحليل : في مدح التعليم
المنزلي[18]
يمتدح هذا المقال اتجاه الأبوين
للتعليم المنزلي بالرغم من اختلافه عن النظام المألوف، وهم بهذا يشبهون المستثمرين
الذين يأتون بمؤسسات ذات أفكار جديدة تحقق نجاحا كبيرا. ويدلل الكاتب على هذا
النجاح بأربع قيم تفوق فيها التعليم المنزلي على التعليم العادي: الإنجازات التعليمية
(الدرجات)، و القدرات الاجتماعية، و تكاليف التعليم، والقيم والأخلاق.
خبر: نمو التعليم
المنزلي في (تكساس)[19]
وأخيرا، يجب أن نذكر دوما أن المآسي تحدث للجميع، والمشاكل لا
تحدث فقط في المدرسة، وليس كل المعلمين أشخاص سيئين، وليست كل المدارس بالغة
السوء, ولكنني عندما قرأت الأخبار في الشهر الماضي كنت سعيدة لأنني أعلم أولادي
منزليا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق